قلوبنا مع تعز وقد أصابها ما أصابها، وهي الحالمة النازفة طوال أعوام الحرب..
تعز سند الجميع.. إلا ذاتها!
تعز مأوى الجميع.. إلا أبناءها!
يتوافق أبناؤها مع كل المشاريع الوطنية.. ويختلفون عليها!
تعز التي كانت في أواخر 2015م على عتبة النصر وطنياً وليس حزبياً أو لصالح جماعة دون غيرها، وكنا معها في باب المندب.
تعز التي كانت ستنتصر بالمخلصين من أبنائها مع عزم حكومة الكفاءات والتحالف على استكمال عمليات التحرير بعد عدن ولحج وأبين والضالع، والعمل على تأسيس قوة وطنية منهم لتحريرها من الانقلاب الحوثي، ومن نفسها وصراعاتها الداخلية، غير أن أنانية المسترزقين من معاناتها وجشع بعض الأحزاب والقوى النافذة المؤثرة على المشهد فيها حال دون تحقيق ذلك لصالح مصالحهم الشخصية الضيقة..
فماذا استفادت تعز منهم إلى هذه اللحظة غير مزيد من الدمار والدماء البرئية، والكثير من الانشقاقات وشتات الرأي والكلمة.
اليوم باتت تعز بحاجة إلى أكثر من تحرير وأكثر من ثورة، بحاجة إلى استنهاض روحها الحرة الخالية من شوائب الحزبية والطائفية والانتماء إلا إلى تراب هذا الوطن وأهله، أصبحت في أشد الحاجة إلى شبابها النقي غير المرتبط بأي جماعة خارج أسوار تعز، الطارد لكل الآفات المرسلة إليه، وهي قادرة بالمخلصين منهم على ذلك وأكثر.. فهي العون لغيرها فكيف لا تكون عوناً لذاتها.
ابتعاد الشرعية العاجزة عن التواجد الحقيقي للدولة في الداخل ترك كل هذه الفراغات والهوامش للجماعات التخريبية، فهي تتحمل كل هذا العبث وفي عنقها كل الدماء والأرواح التي تزهق بسبب تراخيها وغيابها وفسادها..
أملنا في شباب تعز كبير وأهلها المخلصين ومثقفيها ورجالاتها وما أكثرهم، وكلنا معهم.
كما هو الأمل في قيادة التحالف للتدخل العاجل وإنهاء كل هذا النزيف بحزم وشدة، وتغيير استراتيجية التعاطي مع أدوات غير شرعية واقعاً، وإن لبست عباءة الشرعية ظاهراً.
حفظ الله البلاد
وكفاها شر كل ذي شر
ورحم الشهداء..
وكان في عون كل الجرحى وعجّل بشفائهم..