محمد الخامري

محمد الخامري

تابعنى على

إلى منتسبي الجماعات الدينية.. الأخلاق أولاً وأخيراً

Friday 12 April 2019 الساعة 05:24 pm

إلى أصحاب المشروع الإسلامي، كما يُعرِّفون أنفسهم، أعضاء الأحزاب والجماعات التي تقول إنها إسلامية، قرآنية، نبوية، دعوية، سلفية.

الإسلام هو الأخلاق أولاً وأخيراً، وليس العبادات التي فرضها الله جل وعلا والتي قد يتجاوز عنها بعفوه وكرمه ورحمته ومغفرته بسبب موقف أو فعل أو كلمة طيبة، وهناك آثار كثيرة دالة على ذلك كقصة البغي التي سقت الكلب فغفر الله لها..

عندما أراد الله جل وعلا وصف رسوله صلى الله عليه وآله وسلم قال:{وإنك لعلىٰ خُلقٍ عظيم}..

وعندما أراد الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، شرح ماهية بعثته ورسالته قال: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"..

وعندما أراد، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أن يحثنا على الجنة قال: "إن أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً".. ولم يقل أكثركم عبادة، فالعبادة بينك وبين الله فقط، وقد تكون هباءً منثوراً بسبب سوء الأخلاق كما في حديث المُفلس يوم القيامة..

وقال صلوات الله وسلامه عليه: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، فَقَال أَعْرَابِيٌّ لِمَنْ هِيَ يَارَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَام"..
بدأ بالاخلاق، ثم أعمال البر، وأخيراً العبادات..

ولما سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ ؟
قال :تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ..

إن الأخلاق هي أبرز ما يراه الناسُ، ويُدركونه من سائر أعمالكم؛ فالناس لايرون عقيدتكم؛ لأن محلَّها القلبُ، كما لا يرون كلَّ عباداتكم، لكنهم يرَوْن أخلاقكم على الواقع وفي العالم الافتراضي بمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ويتعاملون معكم من خلالها.
لذا فإنهم سيُقيِّمون دِينَكم بِناءً على تعاملكم معهم، فيحكُمون على صحة دعواكم بأنكم إسلاميون من عدمه عن طريق أخلاقكم وسلوككم، لا عن طريق دعواكم وبطاقاتكم التنظيمية.

وقد حدَّثَنا التاريخ أن دول جنوب شرق آسيا؛ إندونسيا وسنغافورة والفلبين وماليزيا، لم يعتنقْ أهلُها الإسلام بفصاحة الدعاة، ولا بسيف الغزاة، بل بأخلاقِ التجَّار اليمنيين الحضارم وسلوكِهم.

* من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)