محمد عبده الشجاع
الإخوان يقتاتون على الفتات لتحسين صورتهم المتسخة.. وقطر أرض الميعاد
وحدها جماعة الإخوان المسلمين من تمنح الوطن بعضاً من وطنيتها في أوقات الفراغ، وعند البحث عن كعكة للتحلية، أما في أوقات الشدة فتحمل أعواد الثقاب ورصاصات الرحمة.
هي جماعة بائسة وتعيسة، بدأت نفث سمومها في الغداء الأخير، ثم اتجهت للتحذير من الإمارات العربية المتحدة على أنها دولة استعمارية، لتعود من جديد وتقدح في عرض الزعيم صالح وأسرته الكريمة.
اليوم تختتم السيناريو بالهجوم على قناة "اليمن اليوم" التي ارتبطت بوجدان الناس، وبعض الصحفيين الذين يعرون زيف سلطتهم؛ التي لم تستطع تحمل مسؤولية ترميم طريق، يتعرض فيه المسافرون يومياً للموت والخسائر الفادحة.
"لا تتركونا في منتصف الطريق".. بهذه العبارة خاطب رئيس حزب "أبو فاس" محمد اليدومي التحالف العربي، واليوم يتوجسون من كل شيء حولهم، متفاخرين أنهم أنجزوا إنشاء شارع في مأرب فيه عشرون نخلة.
جاءت الحملة الشعواء ضد قناة "اليمن اليوم" التي تبث برامجها من القاهرة، متزامنة مع وضع اللمسات الأخيرة لتثبيت أقدامهم في كثير من المناطق والمحافظات، على حساب الدولة والوطن الذي كان قائماً بكل مؤسساته، ولم تنم لهم عين ولا جفن إلا بعد تمزيقه.
لقد منح الزنداني في اللحظات الأخيرة له في اليمن الهاشميين الخُمس، ولم يكونوا بانتظار هذه المنحة من شخص ظل يمارس الشعوذة لسنوات، لأنهم قد ابتلعوا بلداً بحاله.
مؤكداً على أنه كارثة وطنية، واليوم ينوح مع أنصاره على دولة أردوغان، وغداً سيبصقون على موائد المملكة ويذهبون راجلين إلى أرض الميعاد قطر.
ما الذي فعلته قناة اليمن اليوم حتى يستنفر عبد الوهاب طواف، سفير سابق، ضمن جوقة الجنرال، مقرراً مقاطعته للقناة، وكأنه كان الركيزة التي تدعم بقاء كوكب الأرض مستقراً بدون فوضى.
تبعه سام الغباري الذي قرر تقديم استقالته من حزب المؤتمر برمته، بانتظار حزب وطني جديد يأتي لينتمي إليه، حسب قوله، إضافة إلى ذلك بعض الإعلاميين والذباب الإلكتروني التابع لحركة الإخوان المسلمين.
كل ذلك بحجة أن القناة ذكرت في الأخبار أن الصراع في مأرب بين مليشيات مسلحة.
الإصلاح بهذه الصورة يعيد إلى الأذهان حادثة جمعة 18 مارس التي راح ضحيتها أكثر من 40 متضاهراً في ساحة الجامعة، حين بدأ سفراء الجنرال بتقديم الاستقالات، وكان الهدف من ذلك إزاحة المؤتمر الشعبي العام عن المشهد أو إنهاكه كحزب حاكم، بدليل إضاعتهم لملفات القضية تماماً حين أكملوا التمثيلية.
الإصلاح لم يصدق ما ذهبت إليه قناة اليمن اليوم حتى شن حملته الشعواء، وما ذكرت القناة سوى الحقيقة التي لا لبس فيها، إلا إذا افترضنا أن مأرب فعلا دولة قائمة بكل مقوماتها وتنوعها.
ولنفترض أن ما ذهبت إليه القناة حملت صورة من صور المناكفات، هل تستحق كل هذا الغثاء الذي تقيأته الجماعة وأنصارها.
يعتقد الإخوان، كعادتهم، أنهم بهذه الصورة يستطيعون تجميل وجوههم وأوراقهم المحروقة، وإيصال رسالة للجميع أنهم حمائم سلام وينشدون دولة القانون ودستور 1990م ووحدة الوطن.
هذه الجماعة لم تكتف بإسقاط الدولة، بل واصلت نهجها على مهاجمة كل من يحاول الوقوف أمام مشاريعها الصغيرة، اليوم الجميع يدرك ما يدور في تعز ومأرب، وفي مكتب رئيس الجمهورية والقرار المختطف.
والسؤال الأهم هنا ما الذي أنجزه حزب الإصلاح حتى اللحظة؟ لو لا التحالف العربي لما استطاع السيطرة على دبابة من دبابات مليشيات الحوثي.
حزب الإصلاح سيظل يعتقد أنه الحزب الأوحد المتشبع بالوطنية، وهو الذي دافع عن الجمهورية حتى آخر نفس، وأن من سلم البلد للحوثيين هو الرئيس السابق وحزب المؤتمر الشعبي العام، ولذا لا بد على الجميع أن يكونوا تحت إمرته؛ وإلا فإنه سيتم معاقبته بتهمة خدمة الحوثي.
لا توجد جماعة على الأرض تشبه هذه الجماعة إلا جماعة الإخوان نفسها، ولا يوجد أحد يحب توجه وبرنامج جماعة الإخوان إلا الإخوان أنفسهم، ولن يجد العرب والمسلمون راحة أو استقراراً وهذه الجماعة موجودة في مفاصل السلطة، تمارس تارة دور الآلهة في المجتمع وتارة دور السمسار.