م. مسعود أحمد زين

م. مسعود أحمد زين

تابعنى على

النخبة التي أسقطت الوحدة.. ماذا تريد شمالاً؟

Wednesday 31 July 2019 الساعة 03:47 pm

مشاعر كل مواطن شمالي عادي مقدرة، فقد كنا نحن الجنوبيين أكثر حباً وتطلعاً للوحدة، وتنازل الجنوب عن العاصمة والرئاسة والعملة الوطنية للشمال حباً للوحدة قبل أن يكتشف سوء النية الغادرة لنخبة الشمال.

مشاعر أي مواطن شمالي مقدرة إذا بقي معلقاً بسراب الوحدة، لكن تلك المشاعر غير مقبولة من أي من نخبة الشمال السياسية والقبلية وكثير من مثقفيه، لأنها وببساطة شديدة مشاعر كاذبة انتهازية تؤمن بالفلس والدينار أكثر من إيمانها بالوطن أو الوحدة أو حتی الأخوة الإنسانية الصرفة.

كذب كل من يدعي أنه مدافع عن وحدة وطن تأكله الحرب للسنة الخامسة وهو مسترخٍ في فنادق الرياض أو القاهرة أو إسطنبول حرصاً منه علی أن تكون المخصصات والإعانات التي تصرف له بالدولار بدلاً عن الريال المحلي..

هؤلاء مدافعون علی (زلط) الوحدة وليس علی الوحدة الوطنية..

الوحدة المنشودة يومها هي دولة العدل والمساواة والمؤسسات، ونخبة الشمال قامت بالتصفية الممنهجة لمؤسسات الدولة التي كانت بالجنوب والنظام المالي ونظام الخدمة المدنية واستبدلتها بدولة الفندم عفاش وأولاده.. دولة الشيخ عبدالله وأولاده.. ودولة الشيخ الزنداني وأشياعه.. واليوم دولة السيد عبد الملك... دولة وراثية وقبلية ودينية ليس لها علاقة بحلم الدولة المؤسسية التي تؤمن لكل مواطن بالشمال والجنوب بتساوي الفرص بالعمل والحياة الكريمة وكل مناشط الحياة.

الكفر بمثل هكذا وحدة ليس مجرد خيار سياسي، بل يرتقي لمستوی فرض عين عند كل جنوبي، لأن البقاء فيها مهانة ومساعدة باستمرار ظلم لا يرضي الله ولا رسوله علی جزء كبير من شركاء تلك الوحدة.

النخبة الشمالية الصارخة كذباً وترزقاً باسم الوحدة، نقول لكم في أي وحدة تحلمون أن يبقى الجنوب معكم: هل مع وحدة عفاش، أم وحدة علي بلسن، أم وحدة الزنداني والديلمي، أم وحدة حميد والشيخ عبدالله؟ ولكل واحد من هؤلاء موقفه التكفيري أو الدوني للجنوبيين لن ينساه التاريخ... أم تريدون مع وحدة سيدكم عبدالملك؟ أم وحدة الشرعية الحالية العاجزة والكسيحة؟

ليس لديكم أي مشروع حضاري للوحدة يجتمع عليه الشماليون اليوم قبل الجنوبيين، فلا داعي للمزايدة علی أحد، واهتموا باستعادة أي ملمح لدولة تجمع الشمال في صنعاء أو مأرب أو أي حاضرة بالشمال قبل أي شي آخر، واصدقوا مع شعبكم ولو مرة واحدة بالتاريخ.