مهدي العمراني

مهدي العمراني

تابعنى على

إخوان اليمن وصلاة التّشفّي.. عداء متوارث ضد الدولة الوطنية

Tuesday 06 August 2019 الساعة 10:31 am

على وقع أنين الجرحى وسباق لملمة أشلاء القتلى من قيادات الدولة الوطنية اليمنية، وتصاعد أدخنة نيران جريمة مسجد دار الرئاسة بصنعاء في جمعة شهر رجب عام 2011م، كان خطيب ونشطاء حزب الإصلاح -فرع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن- يزفّون النّبأ على الهواء مباشرة، كبُشرى سارة ومناسبة احتفائية، لا خجل ولا حياء من إبداء مشاعر الفرح والابتهاج بها، والتّشفي بضحاياها ولو بالرّقص طرباً على دمائهم في ساحة تغيير 2011م بصنعاء، متجرّدين بذلك من كلّ القيم والمعايير الأخلاقية والإنسانية المفترضة، حتّى في إدارة الصراعات السياسية بين الخصوم والحروب بين الأعداء..!

اليوم ومن ساحة تغيير مماثلة، تسمية وموقف وحالة، يكرّر إخوان اليمن، ومن قلب مدينة تعز، أداء صلاة التّشفّي على وقع أنين وجراحات ضحايا جريمة مشابهة، استهدفت سفك دماء قيادات يمنية مماثلة، معبّرين ضمنياً عن مباركتهم للعمليات الإرهابية (الحوثية -القاعدية) التي استهدفت قوات ومقار أمنية في محافظتي عدن وأبين، الخميس الماضي.

ولأنّ ساحة التغيير في تعز، إنّما هى امتداد لساحة التغيير في صنعاء، وحيث التشفّى تجاه كلّ ما له علاقة بمفهوم الدولة الوطنية، حق حصري على جماعة الإخوان، وكما لو أنّه منسك وعبادة "وجدوا آباءهم عليها"، ولذلك فهم يتوارثونها "جيلا جيلا وساحة ساحة وكذبة كذبة.."، فقد جاءت براءة اختراعهم هذه الكرّة مجسّماً لتابوتٍ وضع عليه غطاء أسود، ممهور بعبارة "تشييع الخارجين على القانون"، ملتمسين بذلك الأسباب والمبررات والحجج لمقتل قائد اللواء الأول دعم وإسناد منير اليافعي (أبو اليمامة) ورفاقه في إحدى تلك العمليات الإرهابية، متعمدين بذلك رفع منسوب الاحتقان وتهييج مشاعر العداء وبالتالي تزايد حالات الاعتداءات ضد أبناء محافظة تعز في عدن وبقية المدن الجنوبية.

المفارقة الصارخة أنّ مسمّى ومفهوم "الخارجين على القانون" في أدبيات وممارسات جماعة حزب الإصلاح في اليمن، كانوا إلى وقت قريب "ثوار أحرار"، وكان اقتحام هؤلاء لمعسكرات الجيش ونهب محتوياتها في مناطق كثيرة مثل ارحب والجوف ومأرب، وإحراق ونهب مؤسسة الكهرباء والهيئة العامة لمياه الريف في صنعاء، ونهب مؤسسات اقتصادية وثقافية أهلية وحكومية في تعز، كانت مثل هذه الأعمال في فقه (إخوان الساحات)، إنجازات ثورجية تستحق الاحتفاء بها والحث عليها على قناة الجزيرة وأخواتها!

وإجمالاً لقد صلّى إخوان اليمن في صنعاء تشفيّاً في مقتل عبدالعزيز عبدالغني، وصلّوا في تعز شماتة بمقتل منير اليافعي، كما أنّهم "شهدوا مناسك لهم" على أراضٍ يمنية، بإقامة صلاة الغائب على عضو خلافة دولتهم الإسلامية المزعومة، محمد مرسي العياط، مؤدّين بذلك علناً مناسك طقوسهم وفروض عدائهم المتوارث لمفهوم ورمزية الدولة الوطنية، ليس في اليمن فحسب، وإنّما في مصر ودول الخليج العربي وبقية البلدان العربية.