نبيل الصوفي
لماذا ينكر "الإخوان" تحالفهم مع الحوثي ويركِّزون على "صالح"؟
ما فعله الزعيم علي عبدالله صالح مع الحوثي، مضطراً بعد إعلان الحرب وليس قبلها، هو نفس ما تعهد به رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي، في حديثه مع قناة الجزيرة ضمن برنامج (بلا حدود) قبل الحرب، عندما قال:
"نحن في التجمع اليمني للإصلاح سنبذل جهدنا حقيقة بدون أي زيف وبدون أي خداع، سنبذل جهدنا لكي يتحولوا لتنظيم سياسي، ونتعاون معهم"، في إشارة للحوثيين.
وهذا ما فعله الزعيم صالح مع الحوثي، مضطراً بعد إعلان الحرب، ولكن حتى اليوم لم تراجع السعودية وخصومه "الإخوان" تصورهم عن دور الزعيم، وما تزال أكاذيب الإخوان هي مَن ترسم دور الزعيم مع الحوثي.
وهؤلاء أصحاب هذا الخطاب، بعد أن تركوا اليمن للحوثي، ينكرون دورهم في التحالف مع الحوثي وإدخاله من صعدة إلى ساحة جامعة صنعاء، وكذا تعاونهم معه القائم حالياً بعد الحرب، بينما يواصلون المبالغة والترويج للأكاذيب عن أدوار الآخرين.
وغير بعيد، نود التذكير أنَّ من مقومات الدولة، أيّ دولة، رئيساً وحكومة تعيش ظروف شعبها، تسكن كما يسكن، وتلبس كما يلبس، وتنفق كمتوسط ما ينفق.
الفوارق التي تظهر بسبب المناصب، هذا ما يسقط مقومات الدولة اليمنية، وليس بيان السعودية والإمارات..
فالبيان طالب الشرعية بالحفاظ على مقومات الدولة..
في وقت يواصل "علي محسن" حشد جيشه وقبائله في مأرب على "شبوة" للدفاع عن شركة الحثيلي للخدمات النفطية، وهذه هي المهمة الحقيقية للجيش الوطني في شبوة، كما وعد محسن جميع من يقوم بحشدهم بصرف بدل "حرب".
طيب.. إذا كانت هذه هي المهمة فعلى الحثيلي يدفع الكلفة، يكفي الدولة قد حملت عنكم أكذوبة "حماية الوحدة بين مأرب وشبوة".
وكل الشمال من اليسار للإخوان لليبراليين، قالوا لعلي محسن والحثيلي: أنت الشعب، والشعب أنت.. أنتم الوحدة والوحدة أنتم.
لكن، للأسف، صدر أمر بتمويل الحرب من البنك المركزي في عدن، ومن الوديعة السعودية المفترض استغلالها لتغطية استيراد السلع الغذائية الأساسية والدواء وتوفير الخدمات العامة للمواطنين وخصوصاً الماء والكهرباء والصحة.
وجاء في ذلك الأمر، بحسب الصورة التي تداولها العديد من الناشطين بأنه و"على مسؤولية الجهة" (أي وزارة الدفاع) اصرفوا مبلغ 5 مليارات ريال!!
ما يقول الواحد إلا الله يعين البنك المركزي السعودي، أما اليمني ما عاد هو إلا شقفة بنك..
السعودية هي من سيحمِّلها علي محسن عبء شرعية الحثيلي.. وينقلب عليها وبفلوسها هي أيضاً.
وبالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي، فقد كشفت قيادته المتواجدة حالياً في مدينة جدة عن اهتراء الشرعية.
ولأول مرة تصبح مطالب إصلاح هذه الشرعية المهترئة على طاولة التحالف بنديَّة وقوة ووضوح.
الانتقالي، الذي انتصر للضالع يوم هربت الشرعية منها، كما هربت من صنعاء من قبل، سينتصر للدم المجاهد على الأرض ضد عصابات اللصوصية والخراب التي عشعشت على الشرعية.
ولهذا لا بدَّ أن تكون إما شرعية تنتمي للناس وحربهم وأهدافهم، وإلا فهي مجرد مُخدِّر يساعد الحوثي على السيطرة.
وإذا كانت القضية الجنوبية تختبر عنتريات الواهمين بالسيطرة باسم الوحدة، فإنَّ القضية التهامية هي أيضاً أقسى الاختبارات أمامنا كلنا.
ولن يتغير حال اليمن، وسيبقى كلما صعدت دولة يمنية تسقط وتنحدر ما لم تنعم تهامة بالتغيير.. فهي الحق، وهي الرشد وهي الإيمان، وهي الحكمة.