عبدالرحيم الفتيح
عن مصر.. يمننا الآخر هذه المرة أتحدث
تغادر مطار بلدك وتشعر أن ثمة أشياء تنتزع منك، أشياء تدفعك للخلف، للعودة، الأمر لا يحدث حين تكون مصر هي محط رحالك!!
لها حضن اليمن، كرمها، فرحها، أيوبها، أم كلثومها، قهوتها، شيشتها، بهجة نسائها.
مليون يمني الآن يتواجدون في مصر بعضهم للعلاج والبعض الآخر للسياحة.
في كل زاوية تفتح لك مصر ذراعيها كأنها تستقبلك لأول مرة، كأنها بلدك وقد خسرت بلدك الأصل.
للسيسي ابتسامة مصر وذكائها وفرحها وطفولتها وحكمتها وبساطتها، البساطة التي يتخذها الإعلام القطري طريقا للتندر عليه وعلى مصر.
ثمة أمور ينبغي على الجميع معرفتها عن مصر والسيسي قبل أن يغتسل تحت الشلالات البترودولارية القطرية القذرة:
- الرئيس السيسي استطاع الحفاظ على أقوى جيش عربي في الوقت الذي دمرت فيه قطر أقوى جيش عربي سابقا (الجيش السوري) ومثله الجيش العراقي وحاليا الجيش اليمني.
- الرئيس السيسي استطاع إلجام كل العداوات التي شكلها مرسي فور صعوده للحكم وأحال مرشد الإخوان وقتها مصر لقنبلة موقوتة تآلب عليها العالم أجمع.
- الرئيس المصري استطاع الحفاظ على مصر البلد (أم الدنيا) لتحتوي الجميع بمختلف دياناتهم وأفكارهم وأيديولوجياتهم وعلمانييهم ومسلميهم ومسيحييهم وأقباطهم.
- افتتح الرئيس السيسي 11 ألف مشروع بـ2 تريليون جنيه.. وتضاعف اكتشاف الغاز 8 مرات.. و200 ألف فدان زيادة فى الرقعة الزراعية.. انخفض العجز التجاري 20 مليار دولار.. وبلغت نسبة تمثيل المرأة بالبرلمان 15%.
ليس لي مصلحة مع السيسي، أنا مواطن يمني وسأبقى يمنيا، لكن ما يهمني ويهمنا الآن هو أن تبقى مصر، مصر لا أكثر.
أن تبقى مصر بعيدة عن مصل قطر الفيروسي المميت، وبعيدة عن سيف المرشد وغبائه وسياطه.
أن تبقى مصر حاضرة الدين والدنيا، الأنبياء والفلاسفة والفراعنة.. المشاريع الداخلية لا العمالة الخارجية.
على الشعب المصري أن يعي الدرس جيداً طبيعة المرحلة ولا ينجر للأجندة الإخوانية الخبيثة واللا مسؤولة.