عبدالرحيم الفتيح
كيف أثارت انتصارات قوات الساحل الغربي هلع الحوثي وحزب الإصلاح
مضى عام منذ انطلاق معارك الرمح الذهبي في الساحل الغربي بقيادة العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح، وبدعم من القوات الإماراتية في التحالف العربي.
في ظرف أيام استطاعت قوات المقاومة الوطنية إحراز تقدم كبير أثار هلع مليشيا الحوثي التي تهاوت تحت جنازر جنود المقاومة الوطنية وألوية الساحل.
مراقبون يرون في هلع الحوثي أمراً محسوماً وبديهياً، وهو يكتشف ضعفه أمام قوات ألوية الساحل الغربي، فضلاً عن اقترابه من خسارة رئته ومتنفسه الوحيد المتبقي باتجاه البحر "مضيق باب المندب" والذي من خلاله يستمد الحوثي الأسلحة الإيرانية المهربة والدعم القطري، كما شكل المخا مهبط المساعدات الإغاثية الإنسانية الدولية والتي بقت عرضة لمصادرة مليشيا الحوثي كمصدر إيرادي ضخم ومهم عن طريق بيع هذه المساعدات في أسواقها السوداء تحت مسمى مجهود حربي.
وإذا ماعدنا لبداية الفقرة السابقة فإن المراقبين الذين يرون في هلع الحوثي أمراً طبيعياً ومفروضاً، يستغربون حالة الهلع المرعبة التي أصابت حزب الإصلاح ليُمارس أشنع الوسائل في سبيل إيقاف معارك الحديدة والساحل الغربي.
المراقبون أنفسهم يبررون نوبة الهلع تلك التي أصابت حزب الإصلاح من المخاوف التي يثيرها أي انتصار يحرزه طرف آخر، فمن وجهة نظر الإصلاح فإن أي نجاح ليس لهم يد فيه يعري فشلهم ويكشف وجههم الحقيقي المتقنع بالمقاومة والشرعية، فيما هو في حقيقته ذراع إيرانية أخرى في اليمن بوسيط قطري.
كيف صور الإصلاح انتصارات جبهة الساحل؟!
مع بداية انطلاق معارك الساحل ذهب الإصلاح للتشكيك في انتصاراتها المتسارعة وفي مصداقية المعارك وحين تجلت حقيقة المعارك وخسارات مليشيا الحوثي قام الإصلاح علناً بتحويل المعارك من مسألة تحرير إلى مسألة إنسانية وهو موقف أتى مكملاً ومحققاً للتوجه والخطاب القطري.
في سعيه الدؤوب للاستيلاء على كامل مفاصل الدولة وقيادة انقلاب بارد داخل الحكومة يشن حزب الإصلاح هجوماً على كل الأطراف التي لا تدين بالولاء له.
مساعٍ إخوانية قطرية للإطاحة بانتصارات جبهات الحديدة
بتعليمات قطرية وباتفاق حوثي إخواني أوقف حزب الإصلاح كل الجبهات الخاضعة لسيطرته خصوصاً جبهات تعز، وهو ما أتاح لمليشيا الحوثي ترتيب قواتها وتشكيل خرسانة مسلحة من مقاتليها الوافدين من الجبهات المجمدة إلى مدينة الحديدة.
مقربون من طارق صالح قالوا إنه من الصعب تقويض أو إخضاع قيادة على رأسها قائد عسكري بخبرة وجسارة العميد الركن طارق صالح، انطلق طارق دون التفات أو انتباه لسوقيات حزب الإصلاح محرراً غالبية مديريات الساحل الغربي وصولاً إلى مدينة محافظة الحديدة، وحين تلاشت كل تحصينات الإصلاح التي حاولت الحيلولة دون تقدم ألوية الساحل لجأ الإصلاح وبدعم قطري إلى اللعب بالورقة الإنسانية والدولية وخُطّت على تلك الورقة "اتفاقية السويد".
بضغط إصلاحي وبرأسمال قطري وافقت الحكومة على توقيع اتفاقية السويد والتي نصت على إيقاف معركة التحرير ووقتها كانت القوات المشتركة قد وصلت إلى وسط مدينة الحديدة لتصبح شبه محررة، عندها كنا نستطيع أن نقول إننا قطعنا مسافة ثلثي المعركة مع مليشيا الحوثي إذا ما سقطت الحديدة من قبضتهم.
يتفق حزب الإصلاح ومليشيا الحوثي في الكثير من النقاط أبرزها إطالة الحرب وتحويلها إلى غنيمة وأداة استرزاق وثراء سريع، وكذلك عرقلة أي تحركات ناجحة للتحالف العربي تنفيذاً لأجندة قطرية.
هذه الممارسات الإخوانية دفعت الكثير من اليمنيين إلى تبني موقف وسط بين الشرعية وجماعة الحوثي، وهو ما أفرغ الشرعية من محتواها ومضمونها الوطني والجمهوري إلى أن دشنت معارك الساحل الغربي وتحرير الحديدة والتي وفرت، نظراً لجديتها واستبسالها، مساحة خصبة لانضمام أولئك الذين بقوا في المنطقة الرمادية إلى صف الشرعية عبر ألوية الساحل، هذه الميزة وغيرها من المميزات والخبرات التي يتحلى بها العميد الركن طارق صالح هي ما تجعله محط إجماع شعبي واسع لا خلاف عليه وعليه يقع رهان الغالبية العظمى من اليمنيين في استعادة الدولة والانتصار للحلم الجمهوري المشترك.