عبدالسلام القيسي
تعز.. مدينة القتل المجاني المنتشر بالشوارع
خف، فأنت في تعز، مدينة الشكليات الملمعة بالكاميرات والقتل المجاني المنتشر بالشوارع.
في تعز آلاف الكاميرات، صرف المحور منذ انطلاقة المعركة كاميرا لأغلبية جنوده الذين تحولوا بين صافرة وصافرة إلى كتاب وإعلاميين، إلى مصورين فقط، يصورون قياداتهم وهم يستقلون دبابة، وهم يطلقون رصاص المخاتلة، ويكنسون الشوارع المليئة بالقمامة ويلتقطون مئات الصور لقيادة المحور وهي تتسول الجماعة، مليشيات الحصار، معبرا لتعز.
هناك خطأ سلطوي في تعز، المحافظ يترنح في شوارع القاهرة، الوكلاء يأكلون مخصصات عمال النظافة، الجيش يستفحل التربة وهو الذي عجز عن المعركة أمام المليشيات، المستشفيات تعرضت في تعز للملشنة والشوارع مليئة بالدم والعصابات.
كل ما في تعز يدعوك حقا للمخافة، للبحث عن مكان ما تخفي رأسك فيه كيلا تكون الضحية القادمة بتعز، إذ الجيش الوطني برمته يتهادى في الشارع للبحث عن لقمة سائغة، عن طفل جميل!
يوم أمس، ركزوا، جمعة أمس، ترجمة حقيقية لوضع تعز المزري، اختطاف مصور وكشفه لسجون سرية، رغم أن المصور ذاته ينتمي لحزب الإصلاح، لكنه من تألمه على السجناء نسي الانتماء الحزبي، كشف ووضح كيف هناك بشاعة يعملها الحزب فقط وتدار ضد معارضيهم.
لم نكد ننتهي من قراءة توضيح طه صالح حتى دوت على مجمل الحدث اشتباكات حارة "السواني" ولم تحرك السلطة طقما واحدا، أبداً.
فجأة، بذات الساعة، تناهت إلى مسامع المجتمع التعزي جريمة اقتحام المستشفى، مشفى الثورة، بذات الاشتباك في حارة السواني، تصفيات داخل غرفة العمليات، إصابة بين الأطباء، وما زال الجرحى جراء الحادثة الممتدة من الجحملية حتى الثورة يلفظون إلى الآن أنفاسهم.
مات قبل ساعات ماجد سرحان المخلافي، إضافة إلى بيكم الذي قتل أمس في غرفة الطوارئ وحلمي الشرعبي بالجحملية.
حسنا، حدثت تلكم الجرائم يوم أمس، كانت أطقم الشرطة العسكرية متواجدة في الثورة وجنود من اللواء 170 مهمتهم حراسة المكان، لم ينبس أحد برصاصة، تركوهم ينفذون مهمتهم، بأمر القادة الكبار -قيادات تعز- ليس لديهم مانع طالما الأمر من أعلى.
لكن أيها السادة، هل تقرأون هذا أيها السادة، ليست الجريمة الكاملة هنا، الجريمة الكاملة أن الشرطة العسكرية ليلة أمس -وكل هذه الجرائم- تبرح بالهراوات عمال النظافة، تخيلوا، العمال الذين في اعتصام مفتوح يطالبون برواتبهم، فقط!
لمحة بسيطة، توضح حقيقة تعز التي وقعت بين مليشيا ومليشيا، حصار الخارج الحوثي، ودموية الداخل الإصلاحي، صار الجميع يخاف الخروج من بعد الثامنة، حتى إن أحدهم من منتميهم كتب ليلة أمس تعقيباً على حادثة لم أتأكد منها حتى الآن حيث قتل صديقه بسبب ألفي ريال: سلام الله على عفاش، قالها أول مرة.