خالد محفوظ بحاح
الوطن أمانة وحان الوقت لإنهاء الحرب
مع كل عودة إلى حضرموت تحديداً نحرص على عقد لقاء مفتوح مع الشباب، هذه الفئة الفتيّة والمنطلقة بحاجة إلى الوقوف معها والاستماع لها، بل والاقتباس من روحها ونشاطها، فقد كان حديثنا معهم حول مجموعة من الأمانات التي تقع على عواتقنا جميعاً، وإذا ما اجتهدنا في تأديتها بصورة صحيحة، فإننا سنلمس تغيراً مهماً من حولنا..
الدين أمانة: بتعاليمه الواضحة والسمحاء، بعيداً عن الغلو والتطرف، منزهاً من نزعاتنا البشرية وتوجهاتنا السياسية، فقد تشوهت صورة الدين الإسلامي بفعل الجماعات التي تتحدث باسمه وتتخذه غطاءً لتمرير أجندتها الطائفية أو الحزبية أو الفكرية.
التنمية أمانة: فكل شخص لديه هامش من العطاء في محيطه وبيئته، وكيف له أن يكون عنصراً فعّالاً وفق المتاح والممكن، مع علمنا جميعاً بظروف الحرب التي تمر بها البلاد.
البيئة أمانة: فهي مرآة تحضرنا، وثقافة يجب أن نتخذها اسلوب حياة، البيئة النظيفة والصحية قاعدة أساسية للانطلاق نحو الأهداف الكبيرة، وهي مسؤولية مجتمعية كما هي مسؤولية الجهات المختصة، فلا بد من تظافر جهودنا لخلق بيئة آمنة.
المرأة أمانة: وكيف لها أن تكون شريكاً حقيقياً بعيداً عن التمثيل "الرقمي" في المجالس والوظائف، وقد أثبت الواقع في كثير من المجالات قوتها وتفوقها وأنها متى ما أعطيت لها الفرصة والتمكين.. أتقنت وأبهرت.
الكلمة أمانة: فهي كالرصاصة إذا أطلقت تصيب صيداً أو تُردي ضحية، فكيف لنا أن نرشّد حديثنا في مختلف المنابر؟ ونجعل منه أداة للبناء والرقابة، والمطالبة بالحقوق المشروعة، كيف لنا أن نشيد بالمحسن، ونقول للعابثين كفى.
الوطن أمانة: فهو ملك الشعب، لا جماعات أو أحزاب أو أفراد، الجميع مسؤول عن حمايته والحفاظ على استقلاله وسيادته وسلامة أهله من كل مكروه.
جهود السلام سندفع بها جميعاً لتنتهي هذه الحرب اللَّوثة، فقد طالت وآن لها أن تقف.
الحديث مع الشباب وعنهم ذو شجون، وقد لمسنا نضجاً واضح الملامح في طرحهم، فقط يحتاجون من يقترب منهم ويستمع لهم ويسدي لهم النصيحة الصادقة.
وكم أتمنى لو يعقد "مؤتمر الشباب الأول" فتنطلق الجلسات الحوارية لهم لمناقشة ظاهرة معينة أو تحدٍ جديد يواجه المجتمع، وكيف من الممكن تقديم فرق شبابية أو مبادرات تسهم في رفد مؤسسات الدولة نحو تغيير أفضل، نحن في أمس الحاجة إليه اليوم.
حفظ الله البلاد بشبابها.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك