وطننا تشظّى كحبة لؤلؤ، نشتاق لبعضه كل صباح.
ما كنا نعرف أننا وطن.. أن صنعاء والمكلا ومأرب وصعدة وتعز وأبين وعدن والحديدة... هي تسميات لبعض أجزاء جسم الواحد منا..
ليست مجرد أرض وأسماء..
وحين عرفنا كانت قد بعدت عنا، لا بل قُطعت منا.
يعيش الواحد كل ساعة من ساعاته مقطّع الذات.. يسمع نحيب روحه وغزير دمع كينونته، مشتاقاً لهواء كان يشعر به في طريقه من مأرب إلى سيئون.. قادماً من قلب الصحراء، أو من أحور إلى شقرة قادماً من رئة البحر.. أو هناك فوق جبل "سمارة".
سمارة.. ذلك الجبل الذي كان رفيق السفر بين قريتي ومدينتي، في تعز وصنعاء.. وهو اليوم بعيد لن توصلني إليه حتى فيزا ولا تأشيرة!!