أينما يوجد العدل يوجد الله..
هنا في هذه البلاد المصبوغة بالعلمانية (بريطانيا)، لا يوجد فقير واحد، لا يبات أحد جائعا على الطوى، لا ينهب قوي حق ضعيف، ولا يستقوي متجبر باسم المذهب، والدين والأنبياء، على حق من العوام، القانون هنا موس، مواده تسري على الجميع.
هنا لا ينهبون مال بيت الدولة، لا يمد أحد يده، لجيب أحد، ولا يسطو على حق ليس له.
هنا لو سمحت، مثل بِسْم الله الرحمن الرحيم، وعفواً مثل الفاتحة، وشكراً مثل جزء عم، يرتلون دماثة أخلاقهم، في التعاملات اليومية مع سائر البشر.
هنا تجد الموظف يستقبلك، مبتسماً، يمد لك العون بلا إبطاء أو تسويف، أو مماطلة، إن كنت لا تجيد اللغة، وفروا لك مترجماً، إن كنت لا تسمع، أحضروا لك متخصص إشارة.
هنا تطبب مجاناً، تسكن بما يشبه المجان، الأطفال ملائكة على الأرض، لا يطالهم عنف ولا توبيخ، داخل وخارج البيت.
هنا إن لم تمتلك وظيفة، أعانتك الحكومة، إلى ما شاء الله، هنا للرحمة قدمان، ولسان، ووجه بشوش، وابتسامات تحاصرك، كحبات لؤلؤ من كل مكان.
ماذا لدينا نحن في أوطاننا؟
لدينا عكس، كل تلك المزايا والصفات، مضاف لها الموت بأحد السبيلين، أيهما أوجع، الجوع أو الرصاص، وبينهما كحل وسط الأوبئة.
يوجد الله حيث يوجد العدل والرحمة، العيش الكريم والاكتفاء.
بين الغرب العلماني، والشرق العربي المسلم، الجائع، الناهب، القاتل المهجر، المحترب، بينهما أين يوجد الله؟
الإجابة متروكة لكم.
* صحفي يمني يقيم في بريطانيا
