التشاجر على الملكية والجمهورية، هو حلبة صراع، على من يقتلك بشكل أجمل وأكثر أناقة.
قاتل يذبحك على أنغام النشيد الوطني، أو ملكي يقتلك بسكين باردة، على أنغام رقصة الخناجر والزوامل، البدوية الهمجية المتوحشة.
نحن نذبح الآن باسم كل النظم السياسية، ذبحنا باسم الجمهورية والوحدة، والملكية، وجيوش الله المدججة بالكتاب والسنة والبنادق.
أوقفوا الاحتراب النظري الآن، لقد ذُبحنا من الجميع وباسم الجميع، من الرب والمذهب والمقدس، إلى الكهنوت والجمهورية والوحدة والوطن، تعب الجسد من سكاكينكم، لم يعد فيه موضع لعلامة سيف، وضربة خنجر.
دعونا أولاً نتحرر منكم، من موتنا، ومن ثم نختار شكل ووجه ورطانة، قاتلنا الجديد.
وها هي طلبنة تعز عملية جارية على قدم وساق، وبكل وأسرع أدوات السير الممكنة.
لدينا شيوخ وكلاء محافظة، وشيوخ قادة جبهات وألوية وجامعة إيمان، مقرها بالرؤوس، ولدينا قادة جيش برتبة شيخ، وجوامع مؤدجلة، متحزبة، ولدينا لجان تكييف كل شيء وفق الضوابط الإسلامية، من السلوك والمعاملة، وحتى اللباس.
وغداً سيمنعون الاختلاط، ويغلقون كليات العلوم، ويلحقون الأقسام والفروع مناهجَ وطواقم أساتذة، بجامعة الإيمان الأم، غداً سيغلقون المستشفيات، ويقيمون فيها أكشاك محلات العطارة والطب الزندني النبوي، سيعيدون صياغة وعي الصغار، على قيم التحجر والانغلاق، والعيش خارج طفولتهم، بل وخارج هذا الزمن.
لدينا طالبان، لم يبق من التمكين سوى القليل، لتعلن دولتها الدينية أولاً في تعز وبعدها في كل مدن البلاد.
الطلبنة جارية في تعز بصمت الجميع وإن كان بلا رضا.
وكنّا في عدن من باب السخرية، نعقب على قائل كذوب، أنه خاض حرب الاستقلال، فنجد من يرد عليه ساخراً، أيوه حرب الزماميط.
ما يحدث الآن من حروب شاشة تلفزة الشرعية، هو حرب زماميط، يخوضها قادة زماميط وبلونات هواء فارغة.
أبواق الحكم، ارحمونا لا يجوز قتل وجوع، وكذب وخداع.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك