نبيل الصوفي
إجرام الحوثي والتَّفاهات الوطنية.. معاركنا الوطنية
ليس لدينا مساحة للتخلِّي..
انهارت الجمهورية اليمنية ولم يبقَ منها إلا تحالفات "التفاهة" تستغل آليات عمل الأشقاء في التحالف العربي، كما ظلت تستغل دولة الجمهورية اليمنية.. حتى انهارت..
وفي المقابل، هناك شعب دفع ثمناً غالياً من صلف الحوثيين وإجرامهم..
لم يحدث أن قتل أيُّ طرفٍ من شعبه لكي يحكم كلَّ هذا العدد الذي قتله عبدالملك الحوثي..
هذه مسيرة إمامية معروفة، القتل والقتل والقتل، ولذا لم يستقر لهم حكم الشمال إطلاقاً، استمروا في دورات حروب ممتدَّة، الحكم غايته إلزام الناس بالمشروعية لتقليل الدَّم، وليس هذا طريق الإماميين ووريثهم الحوثي اليوم..
وإذا نحن أمام معادلة صعبة للغاية، منظومة تفاهة وطنية وتبسط سعودي، ومقابلهم مجرم حوثي..
سيلجأ عموم الناس لإنتاج ترابطات مختلفة لحفظ حياتهم الشخصية.. سيتعايشون مع التفاهة ومع الإجرام، وسيستمر صراع التفاهة والإجرام..
حتى تتولَّد قوى وطنية تدرك واجبها الحاضر.. قوى تحدِّد مواقفَ مختلفة عن الماضي القريب.. مواقفَ وخطاباً لا يشبه شيئاً من الماضي؛ كي يلتف حوله اليمنيون، وتعود معاركنا إلى صوابها..
مليشيات الهروب..
لم ينتصر الحوثي في نهم من قوة، بل لأنه واجه قيادات المرتزقة نفسها التي تهرب من مهامها من أيام دولة الزعيم، رحمه الله.
نفسها القيادات التي هربت في حروب صعدة، وهربت للساحة في 2011، وحين وصل الحوثي همدان هربت للسعودية..
اليوم الثاني لانتصاره في نهم تحرَّك الحوثي جنوباً تجاه البيضاء والضالع، وغرباً تجاه الساحل الغربي، وفي كل جبهة تعرَّض للإذلال والإهانة ذكرته أنه في النهاية جماعة عنصرية طائفية مجرمة لا تساوي شيئاً.
مأرب.. لن يحميها إلا أبناؤها
لن تحتمي مأرب بالإخوان ولا بالمؤتمر.. هي بحاجة لقياداتها المحلية لتحميها من الحوثي ومن الإخوان ومن المؤتمر معاً.
الشمال يمر بأول نقاط تحوُّلاته ما بعد الجمهورية اليمنية من مأرب.
لن يصمد استنزافها من النخب التي أفشلت الجمهورية والدولة والثورة بصنعاء ونزلت مأرب تتديول، وليت أنها فعلاً تعلَّمت الدرس في صنعاء وأقامت دولة محترمة نزيهة مقاومة مقاتلة في مأرب، لا بل أخذت كل عوامل السقوط معها من صنعاء إلى مأرب..
ولذا فكما حدث في نهم، ستسلم هذه القوى مأرب للحوثي كما سلمت دماج وعمران.
لن يحمي مأرب إلا ذاته الذي حمى الضالع، قوة محلية ليست فقط ضد الحوثي بل وضد المرتزقة العابرين للشعارات منذ نصف قرن، مؤتمراً وإخواناً..
الجهد الأممي
المبعوث الأممي يضع اللمسات الأخيرة لاتفاق سلام شبيه باستوكهولم، تصبح اليمن كلها شبيهه بحال الحديدة.
هادي سيوقع ويجلس بالفندق، والإخوان سيستمرون في هذه الحالة يحكمون ما تيسر ويقولون إنهم معارضة.. والمؤتمر ستتكفل بمصاريفهم الرياض.
والحوثي سيستمر عصابة مارقة خبرتها كلها في القتل.