سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

الإخوان.. تاريخ طويل من الخيانة ونقض الاتفاقيات

Friday 07 February 2020 الساعة 04:09 pm


علي محسن الأحمر والطبقة السياسية الموالية له من إخوان وقوى مصالح وفساد منذ عرفناهم وهم يعتبرون توقيع الاتفاقيات اضطراراً وانحناءً أمام ضغوط مرحلة ما!
إنهم يعتبرون الاتفاقات الوطنية نتائج ضغوط خارجية، لا بأس من التعاطي الشكلي معها والمؤقت لتمرير الضغوط الخارجية أولاً ثم بعد ذلك يبدأ العمل الخبيث لنقض الاتفاق والتنصل منه، بل واعتباره جريمة وخيانة وعملاً مداناً رغم أنهم وقعوا عليه وتعهدوا بتطبيق بنوده.
ويكررون التعهد الإعلامي بتطبيق البنود أثناء فترة إفراغ الاتفاق على الأرض، ويتهمون الطرف الآخر الذي وقع معهم الاتفاق بأنه هو من يرفض التطبيق ويتنصل من الاتفاق..
وعندما تنتهي عملية إفراغ الاتفاق على الواقع، يصبح الاتفاق ذاته الذي كانوا يقولون إنه عظيم ومهم ويطالبون بتنفيذه، يصبح اتفاق خيانة وجريمة أسقطه الوطنيون.. الوطنيون هم أنفسهم الذين وقعوه..
حدث ذلك من هذه الطبقة المارقة والتي تضمر الخيانة والنقض لاتفاق الوحدة عام 90، واتفاق العهد والاتفاق عام 93، واتفاقهم مع عفاش على المبادرة الخليجية وتسليم السلطة.

ويحدث الآن منهم ذات الشيء مع اتفاق الرياض..
هذا النهج في التعامل مع الاتفاقات المحلية، واعتبارها مجرد ضغوط خارجية تآمرية، ثم إسقاطها على الواقع هو السبب الرئيسي في استدامة الصراعات وتطوير النزاعات.

لم يلتزموا بأي اتفاق منذ عرفناهم، ولم يخلق تمردهم المخفي على التوافقات أي استقرار، ولا جلب الأمن المبني على التفاهم بين الأطراف، وأصبحت الحياة العامة بفضل هذا النهج منزوعة الثقة وبلا خطوط حمراء..

اليوم وهم في حالة ضعف وشتات يصرون على ذات المنهج مع اتفاق الرياض الذي يضمن لهم ولغيرهم فرصة للتعايش ويفتح نافذة لبناء ثقة مفقودة تماماً..

على أن ملابسات اليوم خطيرة للغاية فإسقاط اتفاق الرياض سيعني وقوع الجنوب في الفراغ والفوضى، وتبعات ذلك لن تكون على الجنوب وخصوم المتآمرين على التوافق فحسب، بل ستمتد الآثار والتبعات للإقليم ولجهود التحالف والسعودية تحديداً راعية الاتفاق وقائدة التحالف..

وقوع الجنوب في الفوضى والفراغ هو هدف خصوم التحالف المتربصين بالسعودية وأمنية الحوثيين والمنظمات الإرهابية التي تدعمها قوى إقليمية لا تخفي أبداً رغبتها في الوصول للجنوب بعد أن تمكنت من الشمال..

تراكم الإحباط الجنوبي والغضب من التراخي السعودي في فرض بنود اتفاق الرياض خطير للغاية، وإضعاف المجلس الانتقالي لصالح مجاميع الفوضى والفرار من وجه الحوثي،
لا يخدم إلا العدو المتربص والحاقد، ويفتح المجال لكي يستقطب في الجنوب ويقلب الطاولة.


* من صفحة الكاتب على الفيسبوك