سمير اسماعيل

سمير اسماعيل

تابعنى على

تعز.. وخسارة الحلم

Friday 28 February 2020 الساعة 06:06 pm

لو كان المحافظ السابق أمين أحمد محمود موجوداً لكنت نفذت برنامجي المميز في تعز وبأسرع وقت ممكن.
ذات مرة يتصل بي مدير مكتبه هشام محمد ويقول لي الدكتور أمين يبلغك تحياته ويسلم عليك ويقول لك عظم الله أجركم في مصابكم الصغير، وإذا تحتاج شيئا فهو مستعد، وإن شاء الله سيعود إلى تعز خلال الأيام القادمة، وسيكون لك لقاء به.
لم أطلب اللقاء به، بل هو اقترح اللقاء، وهذا دليل اهتمامه بالكوادر التي ستعمل لأجل تعز.
في اليوم الآخر نتفاجأ بخبر تغييره.. كان خبرا كالصاعقة علينا حتى إنه أبكاني والله..
كنت على يقين بذلك الرجل بتحركاته وسياسته وإدارته وقوة شخصيته.
فقد ترك البذخ والراحة في دول أوروبا وأتى لتعز متحملا مسئوليتها الأمنية والخدمية والإدارية، وفي وضع استثنائي حرج..
ذلك الرجل الذي احدث تغييرا ملحوظا ومفاجئا في تعز من الناحية الأمنية والخدمية وتفعيل المؤسسات وبوقت قياسي رغم الظروف التي كانت تمر بها تعز!!
حتى إن اسطول معدات النظافة أتى بها في عهده وكان يخطط لتوفير أسطول آخر من المعدات.
هذا المحافظ وبظرف قياسي صغير ومعه كل المخلصين لتعز عمل على نشر الأمن والجيش في أماكن كانت تحت سيطرة التنظيم ومناطق أخرى!! حتى إني استغربت من سرعة ذلك الأداء الأمني بقيادته بذلك الوقت الاستثنائي والخطير...
أذكر أن شبكة المجاري كانت مشكلة معضلة في تعز قبل الحرب سيما والمجاري كانت تتسرب في كثير من الأماكن، وكنا نقف امام المشكله انا ومدير الاشغال بالمظفر والذي افاد انه لا بد من عمل شبكة مجار.. وهذا يكلف مئات الملايين.
يأتي المحافظ أمين وبظرف حرب وشحة الموارد والميزانية وفي ظل توقف بعض مؤسسات الدولة ليعمل على تنفيذ شبكة مجار امتدت في كثير من شوارع تعز.
صبيات وتسليك للمجاري وتسليك جاهز لأي طارئ فني في شارع جمال وبمواصفات هندسية وإشراف فني.
خط التربة تعز كان برنامجه القادم...
ترميم وتفعيل كثير من المؤسسات الحكومية...
كان يقف أمام المشكلة بحزم وقوة..
كان يتطلع لبنية تحتية ممتازة لتعز في الجانب الخدمي والأمني وفي كل المجالات..
أقوى شخصية في عهد تعز أتت في ظروف حالكة كان المحافظ أمين..
خسرت تعز هذا الحلم الكبير لتعز....
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك