كثيرون، وأنا منهم، لم نصدق أنه رحل، ربما لأثره النبيل الحي الواضح بيننا الذي لا يستطيع حتى الموت محوه، أو لأن القضية التي كان صاحب رصاصتها الأولى لم تمت، فضلاً عن قضية رحيله بطلقات أخذتنا غيلة جميعاً باغتياله.
حتى وأنا أهيل التراب على طهر جثمانه لم أستطع تصديق أنه رحل، وكنت آمل أن ما يحدث مجرد مقلب من مزح هذا المقلب الكبير المسمى عالم.
تنظر للمساحات الكبيرة التي حررها بشجاعته وعسكريته من محافظة القلب تعز، للعسكرية كإرثه الوحيد، لاتزان أولاده وأحفاده ومدنيتهم في الوقت الذي تتكاثر به العصابات بالوراثة وبالبعد القبلي أو الحزبي المقيت.
بعد هذه النظرة تستطع تقبل فكرة أنه رحل وأن الوطن على قيد البقاء، لأن أحد حراسه كان يسمى عدنان الحمادي، عدنان الذي أوجد كل تلك المساحات المحررة ليضمها في قلبه ويرحل....