جلال محمد الحلالي

جلال محمد الحلالي

تابعنى على

تجار الدين والأمة الفضيحة!!

Sunday 22 March 2020 الساعة 04:20 pm

‏فيما العالم المتقدم اتجه بعلمائه نحو المعامل ومراكز الأبحاث في كل المجالات ذات الصلة للبحث عن حل علمي لمواجهة جائحة كورونا؛ اتجهنا نحن نحو تفسير خرافي لهذا الفيروس كغضب الله؛ عقاب الإله؛ جند من أجناد الله سلطهم على المخالف لعقيدتنا.

الأنكى أننا ما زلنا نعتقد بأنا خير أمة أخرجت للناس! الأمة الفضيحة نحن حقاً.

* * *

شكراً محمد كورونا الزنداني!
مساهمة كورونا في تحطيم الخرافة ليس بالأمر الهين.
خلال هذه الجائحة المخيفة سقطت أفكار، وطلاسم، وتعويذات، ومشعوذو وتجار الدين لصالح العلم والعقل.

العالم -بما فيه عالمنا العربي والإسلامي- ينتظر خبراً ساراً يخرج من أحد مراكز الأبحاث المعتبرة، تاركاً أسواق الكهانة للريح والغبار.

وكانت مساهمة الأخ محمد الزنداني وحدها كافية لإسقاط تاريخ طويل من الكهانة لوالده الأخ عبد المجيد الزنداني.
يؤجر المرء رغم أنفه، ورب ضارة نافعة.

فبعد 1400 عام من شهادة اليمنيين أن لا إله إلا الله؛ جاء الأخ عبد المجيد الزنداني يُعلم أبناءهم توحيد الله، ويضع مادة دراسية تافهة لسنوات التعليم الأساسي اسمها "التوحيد" قائمة على المنطق الصوري غير العلمي.

كانت أكبر عملية استقطاب حزبي وتبشير أيديولوجي في تاريخ اليمن الحديث برعاية دولة القبيلة.

الزنداني وجماعته اعتبرا اليمنيين ناقصي إيمان؛ وأن كمال إيمانهم لا يتم إلا على يده ويد جماعته.

تلك هي أفكار سيد قطب عن المجتمعات الجاهلية.
كانت عملية لإدخال اليمنيين الإسلام من جديد (الإسلام القطبي) من خلالها يتم الإمساك بالسطة الروحية كمقدمة للسلطة السياسية.

كان الهدف الثانوي لمادة التوحيد تسفية المواد العلمية كالكيماء والفيزياء والأحياء من خلال إعطاء المنطق الصوري ميزة إيمانية على منطق العلوم لنزع فتيل التفكير النقدي لجيل بكامله.

نظام (الرئيس السابق علي عبدالله) صالح شديد الانتهازية تواطأ معهم بفهلوة مدمرة.

كانت النتائح عكسية؛ جاء المنافس المذهبي اللدود، جاء الحوثي.

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك