أحمد أحمد غالب

أحمد أحمد غالب

تابعنى على

ما بعد كورونا؟؟

Sunday 29 March 2020 الساعة 07:46 am

"ما بعد كورونا ليس كما قبله".. مقولة رددها الكثيرون في كل الوسائل وبالتأكيد من أطلقها يدرك مغزاها ومتيقن من صحتها.

رأينا فيروسا صغيرا لا يرى بالعين كيف أرعب العالم، وفضح الإمبراطوريات وأظهر زيف الأحلاف، وهشاشة التجمعات القائمة على المصالح المادية المجردة الخالية من العلاقات والمشاعر الإنسانية.

كما أظهر إلحاجه إلى إعادة ترتيب الأولويات وتصحيح الاختلالات وإعادة توجيه الإمكانات نحو سعادة البشرية وحمايتها بدلًا من دمارها وفنائها، وأظهر أن الأمم مصيرها واحد بغض النظر عن أعراقها وأديانها ولغاتها وألوانها وغناها وفقرها.

رأينا الكبر والعنجهية والركون إلى القوة والاعتداد بالإمكانيات المادية والعلمية والعسكرية التي ظهر بها البعض خلال الأزمة، كيف مرغ كورونا وجوه أصحابها بعار العجز، قبل أن ينهوا مؤتمراتهم الصحفية التي تبجحوا فيها أن كل شيء تحت السيطرة وأنهم الأقوى والأجدر والأفضل على الكوكب.

العالم اليوم مدعو إلى إعادة النظر في سلوكياته وخططه وبرامجه مستفيدين من هذه المحنة لنجعل كوكبنا أكثر أمنا وأكثر عدلًا.

نرفع الظلم عن المظلومين ونتكاتف لنخرج البعض من مآسي الفقر والجهل والحروب التي صنعها الكبار ليحققوا مزيدًا من الرخاء والنماء لشعوبهم ولشركاتهم الاحتكارية على حساب دماء ودموع وآلام الشعوب المقهورة.

شكراً لله.. الذي عرفنا كم نحن ضعفاء وكم نحن حمقى وكم نحن أنانيون بتبديد ثرواتنا وإمكانيات البشرية في مجالات الموت والدمار على حساب وسائل أمن البشرية وحياتها وحمايتها من الأخطار غير المنظورة فكورونا فضح الكبار قبل الصغار والأغنياء قبل الفقراء.

كورونا سيسقط أحلافا ويبدل مواقف ويعيد رسم الخارطة الكونية من جديد ولن يكون بعد كورونا كما قبله وصدق صاحب المقولة.

كورونا أيضا كما هو نقمة.. ففيه عظات وعبر ودروس على البشرية أن تستخلصها، وتستفيد منها وتعيد ترتيب أولوياتها، وفقًا لتلك العبر والدروس.

كورونا وكأنه رسول من الله مخصوص للعنصريين من قادة العالم وأمثالهم في كل المواقع والمجالات، والله المستعان.

وطابت أوقاتكم.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك