أول رمضان في الساحل، دخلت أغير ملابسي لأرافق "أبوجلال" الذي قد تعين مسؤولاً للتوجيه في حراس الجمهورية..
دخل هو المعسكر وغادر سريعاً.
حين خرجت من العنبر كان قد غادر مسرعاً.
رأيت سيارته تمضي.. لم يكن معي سيارة لألحق به فانتظرت، وبعد وقت قصير جاء البلاغ، دخل أبوجلال طريقاً خاطئاً فاستشهد.
بعدها بأشهر، وأنا في طريقي لمفرق الفازة، أوقف نبيل القعيطي سيارته وناداني.
غيرت اتجاهي وذهبت للسلام عليه، ونحن نتصافح ضرب صاروخ حوثي المكان الذي كنا معاً ذاهبين إليه.
تأجل يومنا معاً حينها.
أمس كنت أحدث نبيل عن "شقره" ولم نكمل حديثنا.. ولن نكمله، فقد سمح الله لنبيل بالراحة الأبدية.
"إن الحياة عقيدة وجهاد"..
لسنا بدعاً من القوم..
لسنا سِقْط المتاع..
نحن بشر نؤمن بقضية وننتظر دورنا كي نسقي شجرتها بدمنا..
تأخذ منا حتى تروى..
وكلنا لله.. نعود إليه حينما يأذن..
ما عرفت حتى كيف أنعيك يا نبيل.. أقسم لك أني مرتبك وفي أعماقي عاصفة صراع بين الحزن لأجلي والفخر لأجلك.