نبيل الصوفي
أحمد الرمعي.. تاريخ طويل من الصحافة والكتابة والظرافة
نبّهني صديق فيسبوك، بما كتبه أحمد في صفحته قبل أشهر..
عزّاني بوفاة ابنتي.. واليوم نتبادل العزاء فيه.
ولا كلمات أو فعل سيعوّض قلب بناته وأبنائه أو حتى يصبّرهن ساعة لفراقه.
كان يحدثنا عن عائلته، في المدارس والجامعة..
عن طفله الصغير وهو يعترض على سكن والده داخل التلفون.. لماذا انتقل أبي من البيت وسكن داخل التلفون؟
هكذا فهم الغياب والاتصال..
هو تاريخ طويل من الصحافة والكتابة والظرافة.. آخر أعماله كان منبر المقاومة.. ينجز ما يُكلَف به من قيادته، ويبقي دوماً وقتاً لإشاعة الابتسامة..
وليت رفاقه يدوِّنون طرائفه التي حكى عبرها سيرة صحافة جيل وزمن طويل يمتد لأربعة عقود.
لا تلتقيه إلا وتشرغ بالضحك مهما كان الظرف، حين احتجزت في أول نقاط الضالع بعد خروجنا من صنعاء وجدته في غرفة الاحتجاز، من السابقين.. سافر رفقة شيخ لا أتذكر اسمه، وكان يضحك..
يقول: جزعنا كل النقاط نعرض التقرير الطبي، وعند ذي النقطة قام الشيخ يتفاخر أنه عضو لجنة دائمة، يحسب نفسه سافر عبر الزمن لعهد اللجنة.
ولم تكتمل ذكرياتنا التي بدأت حين تجندنا معاً كفريق إعلامي في "عنبر" بمعسكر بئر أحمد، لكننا افترقنا بعدها.
بقي هو مع الإعلام الرسمي للمقاومة الذي يواصل إلى اليوم مهمته وأداءه ذاته المستمر منذ عشرات السنين، وتفرَّغت أنا لإعلام "التفاهمات الجديدة" التي كانت عنوان التأسيس، حسب ما قاله العميد طارق صالح، ذلك اليوم.
كان يزورنا في "نيوزيمن" ينثر الابتسامة، ويعود إلى مكان عمله ليغيب أشهراً في تهامة التي ينتمي لها وفيها ولد وتعلم.
واستمر أحمد المبتسم الضحوك في كل الأحوال..
ما كُلِّف به من عمل من قيادته ينفذه بدون أي التفات..
ولا أعتقد أن قيادته ستقصر عن الواجب، إلا أنه لا شيء سيعوض عائلته عن فقدانه.
رحمك الله يا أحمد..