د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

يا فلول اليمن.. اتحدوا.!

Friday 28 August 2020 الساعة 07:22 am

القوى الوطنية المدنية في اليمن: يسارية وليبرالية، حزبية ومستقلة.. هي أغلبية مطلقة تعيش على شكل أقليات على هامش الحياة السياسية!

شراذم متشرذمة مسكونة غالباً بعقد نفسية وأوهام أيديولوجية، وأحقاد تاريخية.. تجعلها في غربة عن ذاتها وعن بعضها وعن واقع المرحلة.!

فلول قومية واشتراكية ومؤتمرية.. تتلاوم فيما بينها، وتتشفى ببعضها، وتعتقد أن الانكسار هو الفصل الأخير من ملحمة مثخنة بالمعارك والحروب.!

لكنها مخطئة.. كثيراً ما غيرت الفلول نتائج معارك ومجارى حروب.. لصالحها، وبالتالي لصالح دول وشعوب وجغرافيات وتواريخ.. مختلفة.

بقليل من الطموح والخيال والتنظيم والانتظام.. يمكن لهذه الفلول أن تغير الكثير من واقعها والواقع السياسي العام.

يمكن للهامش أن يعود إلى المتن. ولهذه الشظايا مجتمعة أن تصبح الرقم الأصعب والأقوى والأهم في أيّ معادلة.

لا تحتاج العملية لأسلحة وجيوش وأموال.. يكفي مثلاً كخطوة أولى أن تتفق على أن تتوقف عن خدمة الجماعات الدينية المسلحة.

هذا فقط سيجعل الجماعات الدينية عاجزة مشلولة معزولة مكشوفة على حقيقتها كأقليات دخيلة على الشعب، طارئة على السلطة، طفيلية على الحياة.

المهم قبل كل شيء. أن تتفق هذه المجاميع المتفرقة على أن تجتمع وتتحرك في فريق واحد من المؤكد أنه سيكون الأقوى والأكبر على الإطلاق.

هذه الخطوة سهلة نظرياً، بقدر صعوبتها العملية الشبيهة بمحاولة جمع عدد كبير من القطط، وجعلها تتحرك على شكل قطيع.!

الخرفان والماشية عموماً مؤهلة لهذا الدور، كمثال طرحه العالم والمفكر الكبير "تشارلز دوكنز" للفرق بين الحداثيين والتقليديين في مختلف المجتمعات.

هل هذا المثال موفق في توصيف حالة القوى المدنية الوطنية مقارنةً بالقوى التقليدية الدينية في اليمن.؟!

يبدو كذلك.. مع فارق أن الإنسان يمكنه أن يكون قطا أو خروفاً، وإمكانية أن تتخرفن القطط البشرية في اللحظات المصيرية، وتتحرك على شكل قطعان كاسحة.!