نبيل الصوفي
الإصلاح.. وخطاب التبرؤ من نشأته وفكره الإخواني!!
واحدة من تُهم الإخوان لـ"علي عبدالله صالح" هي العمالة لأمريكا والسعودية.. قالوا إنه باع أرضاً حدوديةً للسعودية.
واحدة من أكثر خطاباتهم قوةً، القول: إنَّ الحزب الاشتراكي أراد الانفصال اتفاقاً مع السعودية..
هل قرأتم خطابهم هذه الأيام في ذكرى تأسيسهم لواجهتهم السياسية "التجمع اليمني للإصلاح" تجاه علاقتهم هم والآخرين مع السعودية؟
يقولون، إنَّ عهد الرئيس علي عبدالله صالح كان عدوانياً مراوغاً للمملكة العربية السعودية.. اختفى موضوع الحدود، لم يعد له ذِكر.
وإنَّ الاشتراكي وكل اليسار، وجودياً هم أصلاً بطبيعة نشأتهم أعداء للسعودية..
كان الاتحاد السوفييتي هو أول داعم لقيام الدولة السعودية، وكان الملك عبدالعزيز هو الملك الوحيد الذي قال لحسن البنا "إذا أنتم إخوان مسلمون، فمن نحن إذاً بقية المسلمين"، ومنعه من البقاء في المملكة.. وإلى اليوم فإنَّ عقيدة الإخوان لا تعترف بشرعية السعودية، وعلاقتها بأجهزة مخابراتها هو نوع من الإدارة الأمنية السعودية كما هو مع كل الجماعات..
طبعاً خطاب الإخوان يقول إنّ "الإصلاح" مكون يمني ليس له امتداد خارجي..!! لا تدري كيف سيفعلون بكل كتبهم التي تتحدث عن نشأتهم من الأربعينيات، متعودين أنهم يبذلون جهداً كبيراً للتوصف بشيء، ثم يبذلون الجهد نفسه للتبرؤ منه، الثبات عندهم نقيض عقيدتهم.
هل يمكن تذكير الإخوان بالتسجيلات التي تم تسريبها من خيمة القذافي، والعلاقة مع قطر في 2011، ومقارنة دور أولاد الشيخ عبدالله الأحمر مقابل التزام علي عبدالله صالح الثابت ضد قطر وليبيا منذ سنوات طويلة؟
قد يكون خطاب الإخوان واثقاً من أنهم في النهاية ليس هناك أقرب منهم كأداة تنفيذية لبعض توجُّهات المخابرات السعودية.. وأن هذا الجهاز المهم في دوره بالمنطقة سيحمي كل تفسيراتهم كما يحمي أي أدوات له.. لكن هذا لا يعود حزباً سياسياً ولا له قيمة وطنية لا لليمن ولا للسعودية، بل يصبح مجرد بعض مما تسميه أجهزة المخابرات نفسها بـ"الأدوات القذرة"، التي تلعب أدواراً وظيفية مع الشيء ونقيضه بنفس الوقت، ونتذكر أنه في الوقت الذي كانت السعودية ترعى المبادرة الخليجية كانت قيادات إصلاحية تتحدث عن السعودية كدولة تُقاد من "غُرف الإنعاش"..
يقدم المش إخوان -وهي صفة كافية لإدانتهم- خطاباً مدهشاً هذه الأيام، ليس في أنهم يظهرون وكأنهم لا يدركون شيئاً من سوء الأوضاع التي شاركوا في إيصال اليمن إليها، بل إنهم يقولون إنهم وحدهم لا سواهم هم الرشد والصواب والأمان والضمان، وغيرهم نقيض كل ذلك..
طيب.. أين هو الأمان الذي تتحدَّثون عنه؟
لا تسأل، فقط روِّج للإخوان وقُل صح.. وإلا فأنت السوء كله..