عادل السبئي
مأرب وتعز.. مقاربة في سلوك الإخوان
تختلف مأرب من حيث الأداء وقوة المواجهة وشراسة الحرب عن مثيلتها تعز فرغم سيطرة حزب الإصلاح وعلي محسن علی القرار الحكومي في مأرب إلا أن قوة القبيلة في مأرب ما زالت عاٸقا أمامهم، فقد كانت مانعاً قويا لتنفيذ اجندة قطر من التسليم للحوثي أو علی الاقل مهادنتهم كما تعز التي أصبحت مستعمرة قطرية، ويعود ذلك لعدة أسباب اولها منعة مأرب الأرض والإنسان، رغم محاولة حزب الإصلاح وعلي محسن تطويعها من خلال العمليات العسكرية التي شنتها علی عدة مديريات أهمها مديرية بدبده وقباٸل عبيدة التي قامت بإبادة اسرة من آل سبيعان باكملها لخلاف معهم إضافة الی قباٸل الاشراف الذين مانعوا استحواذ الوافدين من حزب الإصلاح علی أراضيهم بالقوة.. ايضاً قيامهم بحملة ضد آل عقار عند معبد الشمس وراحوا ضحايا منهم ومنعة قباٸل مراد التي تكاد تكون خالية من الموالين لحزب الإصلاح وبالتالي لا قرار لهم عليها ولا سلطة.
يضاف هذا الی ولاء قباٸل مأرب للداعم الداٸم علی مر التاريخ والرواتب التي يستلمها مشائخها من المملكة السعودية حتی في اوج قوة الدولة في عهد الرئيس صالح.
والثاني تضحية مشايخ القباٸل بمعظم افراد اسرهم في مواجهة الحوثي ودفاعا عن مأرب القبيلة والتاريخ.
وهناك سبب ثالث وقوي اتی من قوة الشيخ عزيز بن صغير كرئيس هيٸة للأركان وتولی زمام الامور بنفسه في مأرب بعد فترة الانسحابات التكتيكية لقوات علي محسن الوهمية التي اثبتت انها قوات كرتونية ليس إلا إضافة الی سبب اخير والمكتسبات القبلية التي تمنعهم من الانبطاح والاقرار بالهزيمة والشعور بالعار بمجرد التفكير فيه بعكس تعز التي امراء الحرب فيها ما صدقوا دخلت قطر بالخط لتمنع الحوثيين من مواجهة قوة مليشيات الإصلاح والحشد الشعبي ونسقت بينهم بشكل سري وقامت بصفقات تبادل اسری برعاية قطرية لتتوجه بعدها لإذلال المواطنين المناصرين للمقاومة وتصفية قادة المقاومة وتقدمهم قرابين للحوثي كعربون ولاء وطاعة، وكأنها تنتقم من كل من واجه قوات الحوثي وناصبهم العداء وقامت نيابة عن الحوثي بتصفية المقاومة ودمرت الجيش الوطني المتمثل باللواء 35 الذي حرر 80% من مدينة تعز واريافها واغتيال اهم قاٸد انجبته تعز العميد الشهيد عدنان الحمادي، وصبت جام غضبها علی الحجرية التي لم تطأها قدم حوثي قط وعملت علی شراء الولاءات واستخدمت معهم اسلوب الترغيب والترهيب وخيرتهم بين تدمير بيوتهم احراق مزارعهم واستباحة دمائهم مستخدمين سلاح الدولة الذي يفترض ان يكون لحمايتهم وقرار الشرعية الذي اصبح بيد من ليسوا اهلا له.
والمتفحص لسلوك مليشيات المقر ومليشيا الحشد الشعبي والمتتبع لتصرفاتهم في تعز يستخلص هذه الفكرة دون عناء أو جهد، وهنا يظهر الدور القطري الذي يدعم مليشيات الحوثي وايضا مليشيات الإصلاح وتجلی بابهی صوره وظهور عملاٸها بوضوح تام بما لا يدع مجالاً للشك.