عادل السبئي
قطر وإيران والسلوك العدائي ضد الشعب اليمني
ْالعلة التي نراها في جسد الشرعية المريض ليست وليدة الصدفة وهذه المشاكل والاختلالات والتفكك الاجتماعي والتمزق السياسي والانهيارات العسكرية لقوی الشرعية علی الأرض لم تأت من الفراغ، بل هناك قوی وراءها وداعم قوي يمول هذا التوجه ماديا ولوجستياً ويغذي هذه الخلافات والاختلالات إعلاميا من خلال وسائل الاعلام التي يمولها مستخدما عملاء اعتاشوا في تااريخهم الطويل علی الخيانة.
وظهر جليا هذا التوجه من خلال العمليات النوعية ضد التحالف والمعلومات الاستخباراتية التي اصابت التحالف في مقتل ابرزها في 4 سبتمبر 2018 بإعطاء احداثيات للموقع العسكري لقوات التحالف وراح ضحية ذلك الهجوم 45 اماراتيا و10 ضباط سعوديين و5 بحرينيين و32 ضابطا وفردا يمنيين في معسكر صافر كخطوة لطرد الاماراتيين والسعوديين والاستحواذ علی مأرب لصالح قطر اضافة الی عملية الفوضی التي اثاروها في تعز بخلق احتكاكات مع القائد ابو العباس.
ويظهر من وراء كل ذالك العبث مستفيدون وحيدون، دولة قطر وإيران، حيث يجمعهما عدو مشترك ومعاهم ايادٍ يعبثون علی بها الأرض.
باختراق قطر للشرعية عن طريق جماعة حزب الإصلاح الممولين قطريا وتصرفاته الرعناء التي تصب في مصلحة الحوثيين المدعومين ايضاً من قطر متسترة بجلباب الشرعية وتمارس عملها التفكيكي للقوی الوطنية من فنادق الرياض وعناصرهم الموزعين في تركيا وقطر وعمان اضافة الی عناصرهم في الداخل اليمني معلنين بذلك حرب استنزاف ناعمة غير معلنة وبشكل غير مسبوق وبطرق غير معهودة منذ نوفمبر 2018 عندما طردت قطر من التحالف بسبب محاولاتها الحثيثة وحرصها علی ان تكون هناك محافظات معينة من نصيبها كتعز لتكون مرتكزاً لها للقيام بعمليات التوسع والتمدد شمالاً وجنوباً مستغلين حماس المملكة السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة للقضاء علی الحوثيين ما أثار حفيظة التحالف وقام بخطوة استباقية فأزاح قطر عن المشهد وتم عزلها ومقاطعتها.
فلم يأت رد الفعل هذا من فراغ، فهناك معلومات استخباراتية وصلتهم بان قطر تريد ان تحقق بالحرب من السيطرة علی اليمن ما لم تستطع تحقيقه في ثورة ربيع اليمن اضافة الی سلوكها الداعم للإرهاب في كل المنطقة.
لهذا كان رد الفعل قويا جدا من التحالف، لكن قطر لديها عملاء ولديها اموال واستطاعت ان تخوض بهم حرب استنزاف للتحالف ومحاولة إطالة امد الحرب لإنهاكهم، مستخدمة اياديها الاخوانية وبعض المرتزقة كالجبواني والميسري فأوجدوا بيئة معادية للتحالف وخلقوا خصما، وهو فعلا خصم قوي ولكن لقطر وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، فاستخدمت قناتين للتمويل والدعم إحداهما للحوثيين والاخری للاخوان ومرتزقتهم.
حيث كشف الحساب الرسمي للمعارضة القطرية ان الشيخ حمد مد الحوثيين بدعم لوجستي ومادي بنحو 500 مليون دولار منذ بدء المقاطعة ودعم معاهد ومدارس الحوثي ودوراتهم الطائفية بنحو 50 الف دولار شهريا مستخدما الدعم الانساني كغطاء، وهناك وثائق كشفت عنها صحيفة العرب اللندنية قدمت للوسيط الكويتي بدعم قطر للحوثيين عبر احد شيوخها وفي الجانب الاخر دعم عملائه في حزب الإصلاح وقوات الحشد الشعبي في تعز وقوات علي محسن في ابين ب 18 مليون يورو.
وكشف موقع قطريليكس ان شيخ قطر قدم ما يصل الی 60 مليون دولار كدعم لحزب الاصلاح اليمني عبر جمعيات كمساعدات انسانية، وفي الحقيقة هي من اجل خلق تيار مناهض للتحالف وبالإضافة الی السيطرة المادية والنفوذ علی الحوثيين وحزب الاصلاح وحلفائه الجبواني والميسري، عمدت قطر في دعم تيار باعوم في الشرق اليمني ودعمت انشاء مكون سمي الحراك الثوري الجنوبي الذي يرأسه فادي باعوم مناهضاً وبشكل صريح للتحالف.
من هنا نری ان قطر عملت علی خلخة التحالف ومزقته واوقفت عمليات التحرير بل عملت عبر حلفائها في الشرعية علی تسليم مناطق محررة للحوثي كفرضة نهم وحزم الجوف ورغوان ومدغل واوقفت الجبهات في تعز بل حولت بوصلة التحرير الی اتجاه الجنوب اليمني حيث تفتقد لمناصرين بدلا من توجيههم باتجاه مناطق سيطرة الحوثي.
وبذلك تكون قطر قد انتقمت لنفسها ولصالح حليفتها ايران والحوثيين واطراف للاسف مهمة في الشرعية انطلت عليهم خدعة سيطرة الامارات علی الجنوب وسقطری، وهذا كان محض افتراء وحربا اعلامية للأسف شاركت فيها حتي جماعات محترمة وكنا نعرف عنها العمق وسبر اغوار الحقيقة.