محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

يريدون حواراً مع جماعة الحوثي الإرهابية .. أفلا يتدبرون !!

Friday 08 January 2021 الساعة 06:41 am

سؤال مهم جداً، قبل الإجابة عليه لابد أن نغوص في أعماق الأحداث والأفكار، هل يمكن السلام مع جماعة الحوثي الإرهابية ذات الولاء الإيراني المطلق فكراً وثقافةً وعقيدةً ؟

نسمع ونقرأ أصوات تدعوا إلى حوار يمني بين جميع الأطراف المتصارعه، من ضمنها جماعة الحوثي الإرهابية، هذه الجماعة التي مهما كان الحوار معها لن تقبل إلا أن تكون هي الحاكمة والمسيطرة، لأنها لا تؤمن بالسياسه والتعايش، جوهر انطلاقتها أن تكون هي المتحكمة والقابضة على كل شيء، ولا تقبل أن يشاركها أحداً في الحكم والثروه، لأن ذلك يعتبر تنازع على حكم الله حسب اعتقادها 

كيف يمكن أن تحاور جماعة دينية، وهي تؤمن أن الحكم أجازه الله في سلالة معينه، وأن الولاية والولاء للحوثي هي أهم أركان الإيمان، وأن عدم قبولك وانصياعك له يدخلك في اطار المنافقين والعملاء ، وهذا الإطار يجلب عليك الويل والسجون والملاحقة. 

حوار مع جماعة دينية ارهابية لا تعترف بولاؤها لليمن، هو حوار لن يفيد اليمنيين في شيء، إيران هي المستفيدة، لأن وكيلها في اليمن سيجد له فرصة تعميق الوجود الإيراني، وتبدء مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي في اليمن، بسبب الوجود الإيراني، والخاسر الوحيد هم اليمنيين، كما هو الحال اليوم.

يريدون حواراً مع الحوثي، وكأن الأحداث لم تخبرهم بشيء، وكأن ما يشاهدوه في صنعاء وشوارعها لا تعطيهم إشارة او تلميح عن الحوثي، وكأن خطاباته وتهديداته لا تعنيهم، يريدون حواراً قبل استعادة صنعاء، وكأن الحوثي ميليشيات من ورق، وكأن إيران تبيعه الماء لا السلاح والفكر والثقافة والخبراء 

إذا كانت جماعة الإخوان المتطرفة قد رأت في التوافق القطري السعودي نموذج للحوار، فهذا الأمر لا ينطبق على اليمن، لا يمكن الحوار مع جماعة ارهابية تريد قتلك وتدميرك وسحقك وهي تقرأ آيات القرآن، لا يمكن الحوار مع جماعة لا تعترف بيمنيتها، وتعترف بهويتها الإيرانية، بل وتتفاخر بها، قطر والسعودية دولتان، بينما الحوثي جماعة إرهابية.

يمكن أن جماعة الإخوان ترى في الحوار مع جماعة الحوثي ممكناً في هذا الوقت، هذا لأنهما يشتركان في خصائص معينة، وبينهما توافق في الأسلوب والممارسة للحكم، لكن الإختلاف الجوهري هو بين هذه الجماعات الدينية وبين اليمنيين. 

لا الإخوان ولا الحوثي تجمع بينهم وبين اليمنيين خصائص يمكن البناء عليها ، تلك جماعات إرهابية ولاءها للخارج، لا تؤمن بالتعايش والتنوع ، بينما الناس بسيطة متنوعه، تبحث عن الحياة لا الموت. 

قبل أي حوار سياسي مع جماعة الحوثي الارهابية، لابد من حوار البندقية، لابد من المعركة العسكرية التي تخضعه وتذله، وتكسر طغيانه، وتقتلع جذور أفكاره وتطرفه ، فإن قبل أن يقلع عن ممارسة الإرهاب فكراً وثقافةً، وأن يقلع عن ولاءه لإيران، يمكن حواره، وإلا فالبندقية تستمر في إقتلاعه من الجذور ،وتستريح البلاد ويستريح العباد، والعالم أجمع .