صالح أبو عوذل

صالح أبو عوذل

تابعنى على

هل عرقل الناشطون الجنوبيون معركة الدفاع عن مأرب؟

Tuesday 23 February 2021 الساعة 07:39 am

الحوثيون يسعون للسيطرة على مأرب، المعقل الرئيس لإخوان اليمن، مع أنها تعد بوابة التهريب الأبرز للأسلحة وقطع الصواريخ والطيران المسير، نحو صنعاء.

كانت المليشيات المدعومة إيرانياً، تمتلك قدرة اسقاط مأرب كليا في العام 2014م، "إن هم فعلوا ذلك"؛ ولكنهم فضلوا الاتجاه جنوباً، صوب عدن وتأجيل معركة مأرب.

ولأنهم لم يجدوا المبرر لغزو الجنوب، سمحوا لفخامة الرئيس المستقيل، كما أسموه، أن يفر صوب عدن، بدلا من مأرب القريبة، والغنية بالثروات النفطية والغازية، والعاصمة الفعلية والحقيقية، كما أسماها سلطانها "العرادة".

هناك حملة شعواء تشن على المجلس الانتقالي الجنوبي (وبصفتي من مناصري هذا المشروع)، سأحاول شرح وجهة نظري بشأن ما يبثه الذباب الالكتروني، والإجابة على سؤال "هل عرقل الناشطون الجنوبيون معركة الدفاع عن مأرب؟"

حين أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي السيد عيدروس الزبيدي من روسيا، استعداد الجنوب للحوار مع أي طرف من أجل السلام، بما في ذلك الحوار مع الحوثيين، على اعتبار أنهم سلطة أمر واقع في صنعاء.. خرجت قنوات الإخوان وذباب التنظيم الإرهابي لتحليل دعوة الحوار مع الحوثيين، وأن ذلك يمثل خيانة وطنية يمنية.

مع أن هذه القنوات ظلت تلوك لسنوات "أهمية السلام مع الحوثيين"، وظل هادي يردد طوال ست سنوات أن يده ممدودة لهم، بل أن وزير خارجية حكومة هادي الأسبق اليماني، قال إن الحوثيين أخوتهم.

عبدالعزيز جباري (الذماري)، قال هو الآخر إن حكومتهم كانت بصدد وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب، ولأنهم يريدون السلام رفضوا تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، مع أن حكومة هادي وحلفائه، رفضت في العام 2013م، وضع تنظيم القاعدة على قوائم الإرهاب، وهو التنظيم المصنف عالميا كجماعة إرهابية، ومع ذلك قاتل التنظيم إلى جانب قوات هادي، لكن هذه يمكن وضعها ضمن سياسة المصالح، فضلا عن كون "القاعدة كتنظيم، هو جناح عسكري للحزب الحاكم اليوم".

الذباب الالكتروني ووسائل الإعلام الرخيصة والمبتذلة تركت معركة مأرب مع الحوثي، وذهبت لتحليل بعض الآراء الجنوبية، الرافضة للمسرحيات الهزلية في تخوم مأرب.

يقول البعض إن معركة مأرب هدفها فرض واقع "يطوي صفحة عبدربه منصور هادي، كرئيس مفترض، مع أن سلطاته مصادرة، بشهاد أقرب المقربين منه".

الحوثيون قصفوا مأرب بعشرات الصواريخ (أو هكذا أعلنت مأرب تعرضها لقصف صاروخي حوثي)، لكن مع ذلك، لم يخلف كل هذا القصف أي ضحايا، لكن قوات هادي تقصف لحظة وصولها وتصاب بدقة عالية، و كل هذا لا يثير فضول جماعة "كلنا المارشال هادي".

كان الجنرال علي محسن الأحمر يمتلك قوات الفرقة الأولى مدرع، وكان هادي يمتلك قوات الحرس الخاص المعزز بدبابات عملاقة وحديثة قادرة على تصفية الحوثيين واخراجهم لما بعد حرف سفيان إن هو قرر هزيمتهم، لكنه سلم كل الأسلحة لهم وفضل الهروب.

لا يجب أن تحملوا الجنوب ولا المجلس الانتقالي الجنوبي، وزر انتكاستكم وفشلكم، فمن سلم صنعاء، وقبلها عمران، مقابل وعود بالحصول على نفط طهران بسعر أقل من السعر العالمي، يمكن له أن يبيع مأرب وما بعد مأرب مقابل وعود كتلك أو أقل منها.

الناشطون الجنوبيون على مواقع التواصل الاجتماعي لن يعرقلوا قتالكم ضد الحوثي، قاتلوه اهزموه، وحينها من حقكم تصديق خطاب قناة العربية بأن الحوثيين يريدون تقسيم اليمن، اعتبروا الحوثي يهدد الوحدة اليمنية، دافعوا عن الوحدة بقتال الحوثيين، حتى نفكر في أننا نفكر في موضوع الوحدة معكم.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك