(الزعيم علي عبدالله صالح) رغم بعده، ورغم إمكاناته القليلة والهينة جداً وقف مع فلسطين ومع غزة ضد الصهاينة من أعلى علالي القرار والكلام بل والفعل، ووقف إلى جانب حزب الله في حربه ضد إسرائيل من منطلق عروبية المبدأ قبل أن تبان حقيقة حزب الله الكاملة في خدمته أجندات إيران.
فتح ودشن معسكرات للسلطة الفلسطينية بصنعاء لتدريب المقاتلين من أبناء فلسطين واعتمد لهم الرواتب حتى يعودوا للقتال في فلسطين، بل ويزورهم ياسر عرفات إلى اليمن، كأنه في دولته.
أرهب الجميع بمطالبته بفتح الحدود للعرب إلى فلسطين ودعم المقاومة بالمال والسلاح، بل وسير لهم بطريقته المال والسلاح الكثير.
هذا الرجل الذي قتلته إيران كان من أشد الزعماء تمسكا بالقضية، وقاد جولات صلح ومصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
ولذا لا تزايدوا علينا يا خونة الماضي والحاضر.
* * *
يقول المنطق: الحرب منطق
حالياً، في مرحلة كهذه لو قيل لي إن مصر ودول الطوق الشامي وكل العرب سوف يذهبون خلف حكوماتهم للحرب ضد الصهاينة فلن أقبل، وسأكتب: تتحملون وزر الخسارة.
القضية الفلسطينية لا تتجزأ عن الوضع العروبي من جبل طارق إلى هرمز، وهي فقط نسخة تكاد تشبه الأصل عن حالة العربي الشارد المتشرذم الفاقد أفقه، وهويته.
لا تحارب بجيل أضاع نفسه ولا تحارب بجيل، هو هذا الجيل، فقد ذاكرته واستعار ميجاوات تحل بديلاً عن وعيه القومي الذي سقط قبل عقد من الوقت وضاع، وتلاشى.
كان يمكن لجيل التسعينيات أن يحارب لو سمحت له الظروف آنذاك أن يفعلها.
ولذا بعد قصف صدام ل"تل أبيب" الأخيرة لم ترد وهي التي تعتدي دوما وقد أتاها المبرر تحمله صواريخ العراق، لماذا فضلت أن تسامحه؟
تربى ذلك الجيل من أعماق الوعي القومي العروبي ولم يفقد هويته الإسلامية وشعوره الديني، كان على ذاته وتظافره الجغرافي قبل هذه الشوائك كان خرافيا.
فالشعوب هي في نظر العدو محك الخوف وخشيته، ولذلك صمتت إسرائيل عن صدام حتى لا تمنحه الغطاء وكيلا تصطف الشعوب العربية خلفه، الشعوب الحية، والجيوش النبيلة، حقيقة.
كانوا مخرجات للوقت القومي الجميل وللثورات التحررية وقد فقدناها كلها وصرنا على حالنا الذي ترونه.
ومن الخطر كل الخطر المقامرة بالكل من أجل الجزء. وإذا كانت أي حرب ستقود الصهاينة إلى كامل لبنان وإلى الأردن وسيناء وإلى دمشق إن لم تقودهم إلى القاهرة، فبقاء فلسطين بيدهم لا مناحة منه.
لن أحارب بظل هذا الشتات العربي، أحارب ومصير أربع دول عربية بيد إيران وهن خزان بشري ونسيج قبلي كان يعول عليه لأي حرب!.
قالت العرب: إذا ضربت فأوجع فإن العاقبة واحدة، ونحن أقل مجتمعين أن نوجعهم، أقل.
*جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك