الذي يحدث الآن في تعز كتبته قبل أشهر.. كتبته أثناء أزمة تعز بمشكلجية غزوان وغدر، وأن مغادرتهما المشهد لا تعني أن تنتهي كل مشاكل تعز، وأن هناك من يسعى لتقديم جناح قطر على جناح التحالف في مدينة تعز.
هناك عسكرية شابة في تعز تريد الحلول محل القيادات العسكرية الكبيرة، فهم قتلوا عدنان الحمادي وتخلصوا بالإقالة من صادق سرحان وعبدالعزيز المجيدي، وخلفهما شابان من شباب الحزب القطري، وهما قائد اللواء 22 ميكا وقائد اللواء 170، والآن حان دور تقديم البقية كثوار وأيقونة. أمس كانت لنبيل الأديمي وأمامه وبجانبه الهوري، وهنا تتكشف حقيقة التحوير والتحويل لصالح القطاع الجديد.
قيادات الإصلاح الكبيرة لديها ارتباطات كبرى في تعز وخارج تعز وفي التحالف، وأخص المملكة العربية السعودية وهناك سيناريوهان:
الأول: بعد فشل وتعري الهزة وعدم قدرة القيادات على تنفيذ المخطط المرسوم أوجدوا حالة ثورة تزيحهم لصالح القطاع العسكري الشاب، واستطاعوا التغرير على خصومهم أن هذا انقلاب حقيقي، وأن الأمر لم يعد فعلا بيدهم وقد خرج الشارع من أيديهم والخطوة القادمة سوف تكون خارجة عن نطاق المقر.
الثاني: أن هناك خلافاً حقيقياً بين جناحي قطر والسعودية من حزب الإصلاح، أو جناحي الكهول الذين يمثلون القيادات ذات الشعر الأحمر في الحزب وبين القيادات الجديدة والتي تقودها توكل كرمان وإلى جانبها حمود سعيد المخلافي، وتفاقمت التناقضات بين ذا وذاك، ويسعى الطابور الثاني للانقضاض على الطابور الأول وبقيادة توكل كرمان وحمود.
مشكلة تعز كبيرة، لم تعد لأحد، أو مع أحد وتخضع لاعتبار لحظي، يديره حزب الإصلاح بحذاقة، أو لنقل تديره توكل كرمان بحذاقة عبر الرهاب الاجتماعي في السوشيال ميديا، من خلال صناعة رأي عام وهمي وحقيقي في مدينة تعز واستثمار العفويين لصالح الموجة.
ظهور نبيل الأديمي كأيقونة للثورة، يتداول الرأي العام صوره وهو قائد قطاعات عسكرية، يشي بمدى فوضوية تعز، فالذي ينادي ويصرخ أن الثورة بلا أحزاب هو من يرفع صور الرجل.
كنت قد قلت عن تخلصهم من القيادات العسكرية الحقيقية حتى وإن كانوا معهم من أمثال سرحان والمجيدي والحمادي والشراجي وسمير الحاج، لأنهم من بقية الجيش القديم. وهذه الثورة برأيي للتخلص من البقية، ليس لأنهم البقية أهل جيش وجدارة بل لأن ثمة طابوراً يتشكل من شباب الحزب الذين تديرهم توكل ولا ينتمون لأي ارتباطات مع التحالف أو غيره ويمكنهم المقامرة بكل شيء، والمغامرة.
صحيح قد يكون الجميع فسدة، شمسان وجامل وغيرهم، ولكن لمن تعز بالغد؟ لعنتريات توكل وفوضوية الحسابات الوهمية. وهل نترك تعز بكل جلالها لهؤلاء يرتبون قدر الملايين؟
لكن الشيء الذي لا ينتبه له أحد أن قوى الحجرية ذابت بفعل سقوطها بيد المخلافي وبعد ذلك أسقطوا قوى مخلاف وشرعب بطريقتهم من الإشكال الذي حدث بين غدر وغزوان إلى إقالة صادق والمجيدي، وإلى موت شخصيات كبيرة بجائحة كورونا وإلى إسقاط الرمزية المقاوِمَة للمخلاف وشرعب. فهل حان الحين لهيكلة صبر كما هيكلوا الحجرية وأيضا كما هيكلوا المخلاف وشرعب لصالح قطر؟
هذه التساؤلات سوف تجيب عليها الأيام القادمة والأشهر القادمة وربما المعارك القادمة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.