عبدالسلام القيسي
"جريمة النهدين" وسردية "صالح" العظيمة
استهدفوه في أشد الأماكن قداسة وحرمة.
تحدث مع شعبه وهو ينازع.
أمر جيشه بعدم الرد على من يستحقون ذلك.
برأ الشباب بلحظات الموت من الجريمة وحملها الإرهاب المتستر خلف خيم شباب الشوارع.
استطاع رغم جراحه إدارة البلاد.
خروجه بجراحه ولون وجهه ليحدث شعبه متخطياً حالة التشفي التي ستبعثها الصورة.
العيد الواحد والوحيد الذي قضاه خارج البلاد رغم حالته الصحية قضاه مع جالية بلاده.
* * *
سقط علي عبدالله صالح في جامع الرئاسة وهو يتلو:
(لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).
حملوه على نعش الموت ينازع أنفاس الاحتراق ولم يقل: أين سلاحي، أين مالي، أين جاهي وسلطاني، أين جيشي؟ بل قال: أين أحمد؟ ولا طلقة يا أحمد.
أين طارق؟ ولا طلقة يا طارق.
أين شعبي؟ إذا أنتم بخير أنا بخير، أين شباب الساحات؟ أنتم براء من الجريمة.
* * *
لا ذنب للشباب وقطيع الجهلة الذين صفقوا ببشرى خطيب الساحة، فحرارة الثورات تذهب العقل كما قال زوربا، ولكن الذنب على خطيب هذه الجماهير وهو يزف بشرى بقتل الأركان الأولى للدولة في بيت الله بيوم جمعة، وفي زفه بشرى الحرب الأهلية التي لولا تعقل صالح لكانت دموية خاطفة تغرق الجبال والسهول.
قالها بوضوح: عصابة التمرد حميد الأحمر.
يدرك صالح أن التصفيقات تلك تنم عن جهل الشباب ولا جريرة على الجاهل إلا جهله فقط.
إذا أنتم بخير فأنا بخير: للستين والسبعين.
* * *
سيتوهج الصالح رغم الآثمين.. يد الحوثي ظاهرة مع الإصلاح في استهداف صالح إلى مسجد الرئاسة من خلال إفراج الحوثي قبل عام على متهمي التفجير وايصالهم إلى مأرب.
* * *
يكتب خالد الرويشان عن جريمة النهدين ويتساءل لماذا لم يصف علي عبدالله صالح المتهمين في جريمة الرئاسة رغم استمراره في السلطة 8 أشهر من بعد تلك الجريمة البشعة؟!
أراد أن يدلس ويضع شبهات حول الحادثة.
والحقيقة، أن علي عبدالله صالح لا ينتصر بسلطانه لنفسه ورغم كونه ظل لكنه سلك في القضية درب القضاء وبقي المتهمون بالسجن حتى سقطت البلاد بيد الحوثي ثم بصفقة آثمة بين شركاء الساحات غادروا السجن قبل سنة من هذا المنشور، لأن صالح مختلف جداً.
من حيث تظن أنك تنال منه، أنت تنصفه يا خالد، والغلط الوحيد لو أن ثمة غلطا في صالح أنك كنت وزيرا للثقافة في عهده بكل هذه الجحشنة!
* * *
تهمة علي عبدالله صالح في عدم قتله للجناة في السجن ولا قصفه للمتآمرين إلى منازلهم أو مخيمات الشوارع.
تهمته: إذا أنتم بخير أنا بخير.!!
شعب يحب الخناق والقاتل والدموي وأحب الحوثي ويحب الأحمر ويستكثر كلمة شكر وعرفان لصالح، يتهم الضحية ويبارك الجلاد منذ الخليقة.
مشكلة علي عبدالله صالح أن أكثر شيء فعله ضد توكل كرمان هو معاتبة والدها لا أكثر.
يعجبهم الحوثي ومصير انتصار الحمادي وتحويل المدن إلى سجون وتفجير المنازل.
كان الحاكم وهو من فجرت فيه دار رئاسته، وكان الرئيس وهو المستلقف للمتفجرات في محراب صلاته..
بيده الصواريخ. وكان الضحية،
كان بيده كل شيء ولكن وجهه من يحترق.
منه كانت شجاعتكم وإلا لما أصبحتم فئرانا في زمن الحوثي ولخرجتم ضده كالأمس.
*جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك.