ليس الحوثي غبيا إلى حد أن يقصف مأرب بصاروخ باليستي بعد ساعات من وصول الوفد العماني، بل هو لالهاء الناس عن وصول الوفد بضحايا يقتلهم الصاروخ وننسى التواجد العماني في صنعاء الذي أولا يشرعن سلطة الحوثي من دولة عربية جارة، وثانيا يرتب بين طهران وصعدة معارك أكثر قتامة، وكي لا تظهر عمان بالمظهر غير المقبول زيارته أمام الرأي العالمي، ولذا كان الصاروخ وليان.
أثناء حملتهم بشأن التواجد الإماراتي المكذوب في "ميون" أقلع من تعز عشرات الجرحى إلى عمان، وهي مقايضة التماهي الكامل مع مشروعها في المنطقة والتبييض للزيارة القادمة من عمان إلى صنعاء، تسعى إيران بتسيدها القرار العماني إلى السيطرة الكاملة على الشريط البحري من مضيق هرمز إلى باب المندب.
الحملة الكبيرة ضد تواجد التحالف في جزيرة "ميون" تصب لصالح هذا الملف ذي الأهمية الكبيرة، فهرمز دون أن يكون باب المندب في قبضة إيران لا يعني النصر الخرافي الذي تسعى له إيران وسلطنة عمان.
تشعر عمان أن وجودها في الهامش بوجود السعودية وليس للمكان من شأن، فوجود الإمارات يفوق العماني بمليارات السنين الضوئية، وتريد أن تكون ارتكاز المنطقة، ولا يمكن أن تنجح إلا كقفاز إيراني بمواجهة المشروع العربي خاصة وهما يشتركان معا بأهمية هرمز، وتحاذي اليمن من المهرة وقد أعاقت وخلطت المنطقة هناك ضد السعودية.
تواجد الدعم العماني في تعز يثبت فرضية النوايا الحقيقية بشأن "ميون" والمندب، وهذا الدعم المتواصل للحوثي يؤكد الحقيقة المفترضة والموقف العماني مع إيران منذ العقود الماضية يحسم هذه الجدلية.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك