من المبكر تقييم أي صفقة سياسية يجري إعدادها الآن بين الحوثي وأمريكا بواسطة عمانية وتنفيذ حوثي وسعودي ويمني اعتمادا على بعض التصريحات التي لم تكشف كامل بنود تلك الصفقة.
من يتحدث عن اتفاقية ناجزة لإنهاء الحرب فعليه أن يعلم أن اي اتفاق لإنهاء اي حرب يتوقف على حل الأسباب التي قامت بسببها تلك الحرب، وهذا ما زال أمرا في غاية التعقيد بالنسبة لملف الحرب في اليمن ويحتاج لسنوات قادمة من ماراثونات الحوار السياسي بين الأطراف المعنية، إذا افترضنا بتفاؤل فوق العادة في إمكانية ضمان هدنة ووقف إطلاق نار مستدام ممكن أن تنجزه الجهود الدبلوماسية الحثيثة القائمة الآن.
علينا أن نتذكر زخم التفاؤل الذي حاول ضخه المجتمع الدولي في جسد الشعب بعد اتفاق السويد واتفاق الرياض، لكن النتائج على الواقع كانت متواضعة وتحتاج لعمل طويل لتحسينها.
وعليه، من الحكمة عقلنة اي آمال معقودة على اي اتفاق جديد.
كان موضوع فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وفق تنظيم وإشراف أممي متفق عليه هو أمر معروض على الطاولة منذ أكثر من عامين وليس بالأمر جديد.
الأمر المستجد ربما هو إمكانية عودة الإنتاج النفطي من مارب عبر ميناء رأس عيس بالبحر الأحمر، بما يعني المشاركة في إيراد النفط بين الحوثي والشرعية مثل المشاركة بإيراد ميناء الحديدة وذلك مقابل التزام الحوثي بعدم مهاجمة مأرب العاصمة.
إيقاف الحوثي من مهاجمة مأرب وتسهيل حركة النقل الجوي والبحري كحافز مقابل تحييد الحوثي مؤقتا من (محور المقاومة الذي تقوده إيران) حتى تنجز أمريكا اتفاقا نوويا مع إيران بأقل الشروط الإيرانية.. هذا هو الهدف المرحلي من الجهود الدبلوماسية.
أما حل الأسباب الحقيقية للحرب، من موضوع الأقاليم، إلى شكل الدولة وطبيعة النظام، وسحب السلاح الثقيل، وحل قضية الجنوب، فهذه قضايا سوف تحتاج لسنوات قادمة من الحوار.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك