خالد سلمان
الانتقالي الجنوبي وخيارات التفاوض السياسي
في العمل السياسي التفاوضي لا يعني ان تقف ووجهك للحائط، ان تتلقى الضربات، دون ان تقوم بخطوات من شأنها ان تدفع بقضيتك إلى الأمام وتراكم أسباب وعوامل القوة.
في السياسة لا يوجد خيار وحيد، بل عليك ان تحتفظ بالبدائل والخيارات المتعددة، تستطيع ان تفاوض وان تقاوم مشاريع تصفيتك في آن معاً.
تستطيع ان تدير الحوارات دون أن تتخلى عن آليات العمل السلمي النضالي، تستطيع ان تفاوض من موقع من يمتلك نصف الطاولة بندية كاملة، لا ان تكون مكملاً ورقماً اما ان ينصاع او يُشطب.
ما يراد للانتقالي هو ان يكون آذناً صاغية لاشتراطات وإملاءات الطرف الآخر، ان يتحرك في المساحة المسموح له الحركة فيها، ان يخضع لتفسيراتهم وتأويلاتهم لبنود اتفاق الرياض، ان يزن كل خطواته بما لا يغضب رعاة الاتفاق، ان يتخلى عن روافعه السياسية، وان يضع حواضنه في حالة موات وشلل كلي وعدم حركة.
لا أتصور أن التعيينات الأخيرة هي ما اغضب السعودية والشرعية، بل اعتماد نهج مدني هو ما يثير حساسية المملكة، ومخاوفها من ان يتكرر، نموذج الهبات الشعبية، والتظاهرات واسعة النطاق لتغيير الوضع الرديء القائم، وان يتخطى هذا الفعل المربع اليمني إلى الجوار.
زخم الفعاليات المدنية، والزج بالقوة لصياغة خارطة تقاربات سياسية، بين قوى ممتدة من الجنوب إلى الشمال، وكسر الخطوط الحمراء، اي دفع مليشيات الجيش (الوطني) إلى الهامش، وسحب البساط من تحت اقدامه، وتقديم نموذج ميداني فاعل بديل عنه، هو ما اغضب الشرعية وأثار حفيظتها، وصعد من مواجهتها مع الانتقالي، حد اعتباره في سلم الاولويات قضية تتجاوز بأهميتها مواجهة الحوثي.
مزيد من الحراك يعني المزيد من مراكمة عوامل القوة، والدخول بالمفاوضات من موقع الفاعلية والاقتدار.
لا تدعهم يصلبوك على طاولة الرياض كخيار أحادي يتيم، حرك الشارع وفاوض.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك