ليس للعوامل الاقتصادية الطبيعية علاقة قوية بانهيار العملة الوطنية وإنما هي حرب متعمدة بفعل فاعل لديه المقدرة المالية الكافية وأدوات المضاربة النقدية بالسوق متى أراد.
ما يعزز هذا الاعتقاد هو تشابه الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة الحوثي مقارنة بالمناطق الأخرى، ومع ذلك فرضت سلطة صنعاء استقرارا للعملة الوطنية رغم عدم امتلاكها مزايا مالية كبيرة مثل تلك المتوفرة للشرعية (نفط، وموانئ ومساعدات خارجية).
يوجد في المناطق المحسوبة للشرعية (جورج سورس يهودي يتكلم العربية) يقف بامكانياته المالية وراء هذه المضاربة الكبيرة وتدمير العملة الوطنية وبالتالي القوة الشرائية لدى المواطن.
هي حرب، وتخريب مالي لأهداف سياسية وليس تطورا اقتصاديا طبيعيا.
قبل فترة أعطيت الإشارة لطيران الدولار في وقت وجيز أمام الريال واقترب من حاجز ال 800 ريال للدولار وكان أحد أسباب إقالة حكومة بن دغر.
اليوم ما هو الهدف السياسي وراء هذه المضاربة المجنونة للعملات؟
* * *
إذا أردت الاقتراب من الحقيقة:
في الحرب ابحث عن الاقتصاد،
وفي الصراع السياسي ابحث عن الجذور الاجتماعية لهذا المجتمع أو ذاك.
معظم الحروب عبر التاريخ تحركها الاطماع والمصالح الاقتصادية، فغالبا لا توجد حرب بدون أهداف ومصالح اقتصادية تقف خلفها.
وفي الصراع السياسي تمثل السياسة شكلا من أشكال التراكم في التحول المجتمعي وليس العكس، ويبقى فهم قضايا الصراع من جذورها المجتمعية أكثر وضوحا من استخدام أي منهج سياسي للفهم.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك