خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

رسائل الهجوم الإيراني والوجود البريطاني شرق اليمن

Monday 09 August 2021 الساعة 08:11 pm

صحيفة الديلي إكسبرس، تؤكد إرسال بريطانيا لقوات من النخبة إلى المهرة إضافة لوحدة حرب إلكترونية لتعقب الاتصالات، إثر اتهام إيران عبر الحوثي بالهجوم على ناقلة النفط في بحر العرب، والذي أسفر عن مقتل بريطاني وروماني. 

الهجوم الإيراني والوجود البريطاني في شرق اليمن، يوجهان رسائل قوة متبادلة. 

بريطانياً:

إن الجنوب معقل نفوذ تقليدي يمكن استعادته ولو سياسياً، آخذة بالاعتبار حالة الرفض والرغبة المحلية في انفصال الجنوب، وأن الممرات المائية الدولية هي خارج المناورات السياسية والحربية، إذ تعتبر قضية أمن قومي للمملكة المتحدة وواشنطن، ونقطة اتفاق دولي لحماية مصالح الدول الكبرى. 

إيرانياً:

نحن لا نخوض حرب الهامش، في مناطق حزام المصالح الغربية، أي ضد حلفاء الغرب ومناطق إنتاج الثروات في السعودية، بل نمتلك من أدوات القوة، ما يجعلنا نضرب في قلب تلك المصالح، من إنتاج الثروات إلى أدوات نقلها، إلى ممرات العبور عبر المنافذ الدولية. 

وبالتالي فإن مهاجمة الممرات المائية، يمنح إيران ميزة استراتيجية إضافية، تكرس نفسها عبر أذرعها المحلية، كشرطي حارس لبوابة الاقتصاد العالمي، في حال استيعاب ذلك الواقع الجديد، أو لغم ناسف له في حال تمنع لندن وواشنطن من الإقرار، بأن وجود ونفوذ طهران حقيقة واقعة لا يمكن تجاوزهما، وبالتالي استيعاب مطالبها من ملف النووي، وحتى موقعها وحصة نفوذها في رسم حدود مصالح وخرائط المنطقة. 

ما أقدمت عليه إيران عبر مسّيرات الحوثي، مغامرة محسوبة التداعيات، إذ تدرك جيداً أنها لن تتخطى المواجهة، الحدود المسموح بها، أي ضرب الذراع المنفذ لا العمق الإيراني، وعدم الدخول بمواجهة شاملة، لما لذلك من تداعيات مدمرة على عموم المنطقة.  

السؤال، هل سيتسع هذا التواجد البريطاني في محافظات الجنوب، ويمتد إلى عدن المطلة على بحرين، وهل سيدفع بمطالب الانفصال خطوة متقدمة إلى الأمام، من موقع أن وجود دولة مستقرة جنوباً ضمانة لحماية أمن المصالح الدولية؟.

 وماذا عن روسيا والصين اللتين  وتحديداً موسكو، لم يبارح ذهن استراتيجيتهما حلم التواجد في المياه الدافئة، حيث الثروات والموقع الاستراتيجي الفاعل، في رسم سياسات العالم، أم سيبقى الوجود البريطاني، رمزيا استدعته الضرورة المؤقتة ومحدود الحضور، لا يتعدى عن كونه مجرد رسالة لإيران، عنوانها ممنوع اللعب بالنار وإشعال الحرائق، ممنوع التجاوز؟.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك