م. مسعود أحمد زين
مستنقع أفغانستان وعلاقته بخط الحرير الصيني
كانت أفغانستان في نهاية السبعينيات وعقد الثمانينيات المستنقع الذي اجتهدت فيه الولايات المتحدة بمشاركة إقليمية لاستنزاف القيمة المعنوية للجيش السوفيتي وإشغال الاقتصاد بذلك (ثأرا لما حصل لها في حرب فيتنام).
وبالنتيجة كانت حرب أفغانستان أحد الأسباب الرئيسية لتفكك الاتحاد السوفيتي لاحقا بداية التسعينيات.
اليوم تترك أمريكا أفغانستان بعد عشرين عاما من التواجد العسكري بطريقة جعلت طالبان تستعيد كثيرا من المناطق من الجيش الأفغاني في بضعة أيام.
الأمر ليس هزيمة لأمريكا أمام طالبان لأننا بذلك ننسى أن أمريكا هي من ساعدت ودعمت أكثر التنظيمات تطرفا في هذا البلد تحت يافطة الجهاد ضد الشيوعية في القرن الماضي.
أمريكا اليوم بانسحابها دون تأمين البلد من اجتياح طالبان تهدف ليس إلى تجهيز مستنقع جديد، ولكن تأمل في خلق وضع جيوسياسي غير مستقر في منطقة جنوب غرب آسيا.
كابح إضافي أمام مشروع الصين الاستراتيجي (خط الحرير) الممتد من الصين وصولا للمياه الدافئة في موانئ باكستان وبعدها الخليج العربي.
أي وضع غير مستقر في أفغانستان سوف تعاني منه إيران، وسوف تعاني منه باكستان بشكل أعمق، بسبب الارتباط الاثني لقومية البشتون المتواجدة في الدولتين والتي تنتسب طالبان إليها.
بالأمس دعمت وساندت أمريكا المقاومة في أفغانستان تحت يافطة الجهاد ضد الشيوعية حتى لا يصل خصمها الدولي حينها (الاتحاد السوفيتي) للمياه الدافئة لمنطقة الخليج ومصادر الطاقة، واليوم تفعل نفس الشيء بترك الأرض مفتوحة أمام طالبان بهدف خلق حاجز من الأشواك أمام خصم أمريكا الأكبر لهذا القرن (الصين الاقتصادية) حتى لا تصل المياه الدافئة بسهولة.
ويجري في نفس الوقت صناعة المقدمات لتسميم سهولة الملاحة البحرية مستقبلا أمام المارد الاقتصادي الصيني للانطلاق للعالم بيسر من خلال العمل التراكمي لجعل بحر الصين الجنوبي منطقة نزاع إقليمي.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك