خالد سلمان
أحداث أفغانستان.. ترقب هادي واحتفاء الإصلاح
ليس هناك من دولة تمنح شيكاً على بياض، لدعم سلطة بلا حدود وإلى آخر مدى.
بحساب المصالح الدولية هناك شيء اسمه سلطة الأمر الواقع، هي من تمد واشنطن معها الجسور، وتتعاطى مع مكوناتها بواقعية سياسية، بلا مُثل أو أخلاقيات، بل من زاوية صون مصالحها العابرة للقارات والدول.
واشنطن بلا دهشة وخارج سياقات ذهنية المؤامرة، دعمت شرعية أفغانستان بالمال والمشاريع، وبناء الجيش والتسليح، ومع ذلك ابتلع الفساد كل شيء كحرفة راشحة، فاسحاً الطريق أمام طالبان بستين ألف مقاتل بدائي التسليح، أن تكتسح كل البلاد في زمن قياسي، وتتفوق على جيش مليوني العدد، وترسانات السلاح والطيران الغربي، الممنوح لجيش فاسد فاقد الأهلية لحماية البلاد.
واشنطن لا تعنيها العناوين، ولا حتى قرارات مجلس الأمن، تستطيع أن تمارس لعبة تغيير الوجوه والأقنعة، وتحريك الكراسي الدوارة، لا تهمها مسميات الشرعية، حيث يمكن التخلص منها وإشاحة النظر بعيداً عنها، في حال أثبتت عجزها عن حماية مصالح الغرب، وأوغلت عميقاً في الفساد.
ما حدث مع طالبان والتضحية بحكومة أشرف غني، يمكن أن يكرر نفسه ثانية مع شرعية هادي، بعجزها الفاضح وعدم قدرتها أن تكون دولة، في مستوى التحديات الداخلية الإقليمية والدولية.
سقوط كابول والموقف الأمريكي الصامت والمبارك ضمناً، أثار الابتهاج لدى الحوثي، والرعب لدى أركان بيت الشرعية المتهالك، كما وضع انتهازية الإخوان، بما هم عليه كجزء من التنظيم الدولي، أمام ازدواجية ثلاثية المعايير:
مع استعادة شرعية نهضة تونس، والدفاع عن شرعية إخوان مرسي، وضد شرعية أشرف غني ومع طالبان.
فرح حوثي أن ما يسري على طالبان، يمكن أن يعيد إنتاج ذات الحالة في اليمن، تجاه حركته المسلحة، وقدرته على فرض أمر واقع مرحب به إمريكياً، وخوف شرعي من انسحاب السعودية من الحرب مقابل أمن الحدود، وختم واشنطن على ظهر الشرعية بعبارة:
فاسدة منتهية الصلاحية غير قابلة للترميم والإصلاح.
* * *
احتفاء إخوان اليمن بسقوط كابول، يؤكد أن إصلاحيي هذه البلاد إرهابيون.
ستقول إن من احتفى ليس العديني البغل، بل شباب بلا لحى شعثاء، وبربطات عنق وربما تي شيرت، سأرد وإن يكن، إنهم إرهابيون يخفون في أدمغتهم اللحى.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك