خالد سلمان
دوافع التقارب الإيراني - الحوثي مع السعودية
* ألمح حسين العزي نائب وزير خارجية حكومة الحوثي، إلى قرب التوقيع على اتفاقية سلام مع السعودية.
بدوره السفير الإيراني في العراق، الذي يستضيف المحادثات المباشرة، بين الرياض وطهران، أشار في حديث مع قناة العالم، إلى تقارب واسع النطاق في وجهات النظر السعودية الإيرانية، إزاء العديد من الملفات أبرزها ملف الحرب في اليمن.
* التصريحان المتطابقان جاءا على خلفية الموقف الأمريكي المرتبك، من تسارع الأحداث في أفغانستان، وسقوط كابول بيد طالبان، ما يوحي أن هناك سياسة جديدة تجاه بؤر الحروب والنزاعات الداخلية، ربما تنسحب على مستقبل الحرب في اليمن.
* التقارب الإيراني الحوثي السعودي، جاء في سياق متصل بحالة التململ السعودي، وعدم الحماس في الاستمرار بدعم سلطة هادي، التي فشلت في تحقيق اختراق ملموس في جبهة الصراع، وعلى ساحات المعارك العسكرية، وأن عناوين بل وحتى قرارات المجتمع الدولي، لا تعطي أفضلية الرهان على شرعية فاسدة، وأن مسمى الشرعية بعد سقوطها في أفغانستان، لم تعد توفر ذاك الغطاء، الذي يبرر استمرار خوض السعودية الحرب تحت يافطتها.
* أي كان البعد الاستراتيجي للانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وعلاقته بصراعات القوى الكبرى الصين وروسيا، إلا أن انعكاسات ذلك الموقف الأمريكي المستجد، على المشهد السياسي اليمني، هو ما دفع بالتقاربات بين الأطراف الثلاثة، المقررة لمسار الحرب، إيران، الحوثي، السعودية، مضاف لها الحراك الجنوبي، في حال نجح الحوار الجنوبي - الجنوبي، ووصل إلى صيغة خلق كتلة موحدة، تمكنه من تحريك المعادلات إلى الأمام، وتقديم نفسه كقوة صناعة حل لا ملحق بركب قطار الحل.
* في الصراعات العقيمة هناك قاعدة تقرب أطراف الصراع للحل، هي إيصال جميع اللاعبين إلى حالة تعب، ويقين باستحالة حسم المعركة لصالح طرف دون آخر.
وفي تصوري أن حرب اليمن قد وصلت إلى نقطة التعب الأخيرة، وأن حلاً يعد في السياقات الدبلوماسية، بعد أن بهت الرهان على موقف أمريكي أوروبي داعم للتحالف، بلا سقف زمني أو أفق حسم.
* نحن أمام خيار حل سعودي إيراني حوثي منفرد، وترتيبات سياسية أمنية، تلتف أو تستغني عن قرارات مجلس الأمن، وترمي خلف ظهرها الشرعية والمرجعيات الثلاث.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك