أحمد أحمد غالب

أحمد أحمد غالب

تابعنى على

حكومتنا الموقرة والأذان في مالطا!!

Wednesday 20 October 2021 الساعة 10:51 am

بعد أن وصلت الأمور إلى نقطة اللاعودة واتسع الخرق على الراقع قامت الحكومه بإعلان إجراءات إدارية غير قابلة للتنفيذ لمعالجة وضع كارثي شديد التدهور كنتيجة متوقعة لأسباب عديدة منها: 

أولا: لأنها تأخرت كثيرا وترددت في اتخاذ المعالجات الضرورية في أوقاتها المناسبة وضيعت وقتها في انتظار معجزات تهبط عليها من السماء. 

وثانيا: أنها لا تملك أي سلطة على مواردها ومرافقها السيادية حتى تتخذ مثل تلك القرارات والتي يتطلب تنفيذها قوة وسلطة ووحدة قرار وهو ما لا يتوفر لهذه الحكومة.

وثالثا: لا يوجد لدى الحكومة رؤية واضحة للتحرك استنادا على معطيات الواقع والمتاح من الإمكانيات والهامش المتوفر لحرية الحركة في ظل تعقيدات وتعارض المصالح المحلية والإقليمية وانعكاساتها السلبية على عمل الحكومة، إضافة إلى تضارب المواقف وتعدد الاتجاهات والأهداف في أوساطها. 

ورابعا: الخذلان التام، وغير المفهوم من قبل التحالف التي جاءت هذه الحكومة وفقا لرغبته ونزولا عند مشيئته، كبند أول لاتفاق الرياض الذي لم ينفذ منه إلا هذا البند وهو إعلان الحكومة وتم تجميد بقية البنود وأهمها، ومنها بند الدعم الاقتصادي.

وبدون الإسهاب أو الدخول في التفاصيل غير  الضرورية لأننا لم نعد نملك ترف التنظير، ولا فلسفة الأمور، ولا حاجة بنا إلى مناقشة هذه الإجراءات وتوضيح استحالة تنفيذها.

فخلاصة الأمر نحن نعيش مرحلة الانهيار الشامل والعجز الفاضح والخذلان المفجع وغير المبرر.

الجوع يعصف باليمنيين ومعاناتهم بلغت حدودا تفوق قدرة أي شعب آخر على الاحتمال، والأوضاع كارثية في كل المجالات ولا مغيث، والحكومة مكشوفة تماما وتجازف بإعلان قرارات بعيدة عن الواقع ليس بوسعها تنفيذ أي منها فقط لرفع الحرج وإسقاط الواجب.

تدرك الحكومة يقينا والكل يدرك، أنه في ظل هذه الأوضاع أنها لا تستطيع عمل أي شيء لمعالجة الوضع ما لم يتوفر لها وبشكل عاجل ما يلي:

 أولا: دعم فوري وسريع في الجانب الاقتصادي من الأشقاء في التحالف العربي لوقف التدهور المتسارع وتحقيق بعض الاستقرار لالتقاط الأنفاس بموجب اتفاق الرياض.

 ثانيا: توفر النية لدى الفرقاء المحليين والتحالف بتنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض بصورة عاجلة وبدون أي عراقيل حتى تستطيع الحكومة تنفيذ إصلاحات عميقة وهيكلية في كل القطاعات والمرافق، ومن أهمها المرافق الاقتصادية والمالية والأمنية واستعادة الموارد المنهوبة إلى خزينة الدولة وضبط الإنفاق والحد من الفساد بافتراض أن لديها الرغبة والشجاعة للقيام بذلك.

بدون تحقيق هذين الشرطين المسبقين لنجاح أي إجراء.. لن تكون هناك معالجة ولن يكون هناك أمل في وقف التدهور ومنع الكارثة. 

وإذا كان آخر العلاج الكي.. فلماذا الانتظار؟

عنصر القوة والسلاح الوحيد المتبقي لهذه الحكومة، ولم تفكر باستخدامه بعد عوضا عن تلك الإجراءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، هو وضع استقالتها الفورية على طاولة التحالف وبلا تردد أو تأخير، إن فقدت الأمل بالدعم الفاعل والعاجل، استمرارها في نفس الموال الذي سارت عليه خلال فترتها الماضية هو ضياع لمزيد من الوقت والدفع بالبلاد نحو  المجهول والشعب إلى المجاعة الشاملة، وستبقى وحيده تكلم نفسها وستكون مسؤولة عن كل الإخفاقات والأوزار.

صريميات:

يا هاجس اليوم صبرني على الباطل             وقل لمن يحفظ التاريخ بالمقلوب 

دواخل البحر لا تقرأ من الساحل             ولا نجوم السماء تتجاهل المحسوب 

والصدر يا صاحبي قد ضاق بالحاصل

  وعاشق الصدق في أيامنا منكوب.

طابت جميع أوقاتكم. 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك