سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

جماعة "الشمس" وتعطيل الدراسة بجامعة حضرموت!!

Sunday 07 November 2021 الساعة 04:43 pm

في المكلا ما زال لدينا من يصر على البقاء في زمن "لا دراسة ولا تدريس".

إغلاق جامعة حضرموت المكلا ووقف الدراسة بها تحت بند الاحتجاج على سوء الأوضاع وارتفاع الأسعار، خيانة لآلاف الطلاب واستخدامهم ورقة سياسية خائبة وخاسرة وغبية.

لدينا جامعة في سيئون وجامعة في شبوة جديدة شرعت في فتح باب القبول والتسجيل، وجامعة في أبين وجامعة في عدن وجامعة في مأرب.

كل هذه الجامعات الحكومية لم تغلق أبوابها في وجه الطلاب، مع أن كل هذه المناطق تعيش نفس أزمة الأسعار وفقد موظفو جامعاتها ومدرسوها قيمة رواتبهم وغلاء أسعار المواصلات لنقل الطلاب..

لكن لم تغلق أي جامعة أبوابها أمام الطلبة إلا جامعة حضرموت، رافعةً شعار "لا دراسة ولا تدريس" مرة أخرى.

حلول كثيرة يمكن التفكير بها تحفظ للطلبة حقهم في استمرار الدراسة وتراعي الوضع العام السيئ والصعب، ليس من بينها أبداً حل "لا دراسة ولا تدريس"، لأن هذا ليس حلاً أصلاً، وإنما تسييس غبي ووقح يستخدم تعطيل التعليم وسيلة.

تعطيل التعليم تحت أي ظرف جريمة ومن يؤيد تعطيل التعليم ووقف الدراسة فاشل سياسياً ومحتقن شعاراتياً، فقد القدرة على التأثير وفقد الأدوات السياسية.

شعوب كثيرة مرت بظروف حروب وفقر ومصاعب كبيرة، بل هجرت من مدنها وقراها إلى مخيمات في العراء، ولكنها لم تسمح أن يتوقف التعليم في مخيمات الشتات والفقر والنزوح.

والشعب الفلسطيني الذي تتغنى به جماعة "لا دراسة ولا تدريس" خير مثال في المخيمات، في الشتات، في السجون الإسرائيلية، في العراء، مع الفقر، مع ضيق ذات اليد… تعلم ويتعلم.

الشعب الذي يصفق لتعطيل التعليم ويعتبر من يدعو إليه بطلاً وثائراً، شعب مغيب بالشعارات والأكاذيب.

إلى أولئك الذين عطلوا الدراسة في جامعة حضرموت تحت شعار، "لا دراسة ولا تدريس" حتى تنفذ جميع مطالب الشعب كله..

نقول لهم: لو كنتم حريصين على الشعب لا تغلقوا على أبنائه جامعتهم الحكومية ولا تسعوا لإغلاق المدارس عند كل احتجاج..

يكفيكم العبث بالتعليم.

هناك حلول كثيرة يمكن أن تفكروا بها لو كنتم جادين وصادقين في مراعاة الطلاب وظروف أسرهم في تحمل نفقات المواصلات 

وحتى مراعاة الطواقم التدريسية والإدارية جراء ارتفاع الأسعار وانهيار العملة.

لماذا لا تقلصون أيام الدراسة ولو لثلاثة أيام في الأسبوع بدل الدراسة كل أو أغلب أيام الأسبوع؟

أليس هذا حلاً يحفظ للطلاب حقهم في استمرار الدراسة وتخفيف كلفة المواصلات ويحفظ للطواقم التدريسية أيضاً بعض الحق؟ 

لماذا لا تدخلون التعليم عن طريق الإنترنت وقد فعلت كل دول العالم هذه الطريقة سنتين في أزمة كورونا. 

حلول كثيرة يجب أن يتم العمل عليها حتى بدون وجود سلطة من الأساس. 

 ليس منها أبداً إغلاق جامعة حضرموت فقط من بين كل الجامعات، وكأن الأزمة موجودة في المكلا فقط.

وكأن مسؤولية إصلاح الخراب الضخم في البلاد كلها هي مسؤولية طلاب جامعة حضرموت وحدهم.

أين بقية الجامعات. أين بقية نقابات المدرسين في باقي الجامعات الحكومية، أين اتحادات الطلاب في باقي الجامعات؟!

لماذا لا يقفون ذات الموقف وتغلق كل الجامعات الحكومية في كل مدينة؟

المزايدون الذين سيقولون أنتم لا يهمكم معاناة الشعب نقول لهم: تعطيل التعليم هو معاناة إضافية.. بلاش مزايدات وبلاش أكاذيب، تعطيل التعليم خيانة.

لم يكن الامتناع عن التعليم أو منع التعليم أو تعطيله بشكل كامل إلا وصمة عار عند كل الشعوب مهما كانت الظروف صعبة.

مهما كانت الظروف قاسية تحافظ الشعوب على تعليم أبنائها وتوجد الحلول حسب الإمكانية ولا تقطع التعليم.

تعطيل الدراسة في الجامعة الحكومية يخدم الجامعات التجارية الخاصة وهي في أغلبها تتبع جماعة "الشمس" صاحبة شعار "لا دراسة ولا تدريس".

تعطيل الدراسة في المدارس الحكومية يخدم المدارس الخاصة وهي في أغلبها تتبع نفس الجماعة. 

تعطيل محطات الكهرباء الحكومية يخدم تجار وشركات الطاقة المشتراة وأغلبهم معروفون بانتمائهم وعلاقاتهم باقتصاد جماعة الشمس.

يا حضرموت: إسألي الذين أغلقوا جامعة حضرموت الحكومية:

ماذا عن الجامعات الخاصة التجارية هل يسري عليها قانون الاحتجاج ضد الغلاء وارتفاع أسعار المواصلات للطلاب وأجور هيئات التدريس؟

لماذا لا تغلق هذه الجامعات أبوابها احتجاجاً واصطفافاً إلى موقف الشعب وموقف جامعة حضرموت الحكومية؟

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك