مصادر: ضغوط حوثية لإعادة تشكيل قيادة حزب المؤتمر بصنعاء

السياسية - منذ 3 ساعات و 43 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تتصاعد حدة التوتر بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، في ظل تحركات مكثفة تمارسها الجماعة لإعادة تشكيل قيادة الحزب على مقاسها الخاص، وسط تهديدات مباشرة بحل الحزب والسطو على أصوله ومقراته. 

ووفقًا لمصادر حزبية أن هذه الضغوط بلغت ذروتها خلال الأسابيع الماضية، ما يفسر واقعة اختطاف الأمين العام للحزب غازي الأحول قبل أيام، والذي نُسب رسميًا لجدل مرتبط بالاحتفال بذكرى التأسيس، غير أن الحقيقة – وفق تلك المصادر – ترتبط بممانعته إملاءات الحوثيين.

وأوضح المصادر إن الحوثيين يمارسون ضغطًا هائلًا على قيادات المؤتمر لإصدار قرارات فصل بحق أسماء مؤتمرية بارزة، بعضها لا يزال يحظى بثقل جماهيري واسع داخل وخارج صنعاء. وتسعى الجماعة، بحسب المصادر، إلى إفراغ الحزب من شخصياته الفاعلة وإعادة صياغة قيادته بما يضمن تبعيته الكاملة لسلطة الحوثيين.

>> المؤتمر تحت نيران الحوثي.. سياسة قمع وترهيب لإقصاء آخر قلاع التعددية

ولم تتوقف الضغوط عند محاولات فرض إقالات وفصل قيادات، بل تجاوزت ذلك إلى التلويح العلني بحل الحزب والاستيلاء على ممتلكاته ومقراته في العاصمة. هذه الخطوة، يرى مراقبون، تمثل تهديدًا مباشرًا لما تبقى من استقلالية العمل الحزبي في مناطق سيطرة الحوثيين، وتكشف عن توجه واضح لإقصاء أي كيان سياسي يمكن أن يشكل نواة معارضة داخلية مستقبلية.

رغم أن بعض المنابر الإعلامية المقربة من الحوثيين بررت اختطاف الأمين العام للمؤتمر غازي الأحول بخلافات مرتبطة بالاحتفال بذكرى تأسيس الحزب، إلا أن مصادر حزبية أكدت أن السبب الحقيقي هو رفضه التوقيع على قرارات فصل بحق قيادات بارزة. وأوضحت المصادر أن الحوثيين أرادوا إرسال رسالة واضحة لبقية قيادات المؤتمر بأن "الطاعة الكاملة" هي الشرط الوحيد للبقاء ضمن المشهد السياسي في صنعاء.

ويرى محللون أن هذه التحركات تمثل حلقة جديدة من سلسلة استهداف الحوثيين للأحزاب والقوى السياسية، بعد أن ضيّقوا سابقًا على الأحزاب اليسارية والليبرالية، وأفرغوا النقابات من استقلاليتها. مشيرين  إلى أن المؤتمر الشعبي العام في صنعاء يواجه اليوم أصعب اختبار منذ تأسيسه، بعد أن تحوّل من حزب حاكم ووازن إلى كيان مُهدد بالانقسام والتفكيك.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الضغوط الحوثية قد تدفع المزيد من القيادات المؤتمرية إلى مغادرة صنعاء والانضمام إلى صفوف الحزب في الخارج، أو على الأقل إعلان مواقف متباينة عن تلك التي يفرضها الحوثيون. وهو ما قد يفتح الباب أمام تصعيد سياسي جديد يزيد من حدة الانقسام داخل المشهد اليمني، ويضعف أي فرص لتسوية سياسية مستقبلية شاملة.