نتنياهو وعبدالملك الحوثي.. إرهاب منبوذ عالمياً

السياسية - منذ ساعة و 47 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

في حادثة وُصفت بالمهينة، بثّت وسائل الإعلام العالمية مشهداً لمغادرة عشرات الوفود قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة مع صعود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمته.

وأظهرت المشاهد، التي تصدّرت حديث العالم خلال الساعات الماضية، مغادرة عشرات المندوبين من عدة دول لقاعة الأمم المتحدة في الوقت الذي وقف نتنياهو على المنبر لإلقاء كلمته بوجه متجهم.

وعكست هذه المشاهد حجم تصاعد الغضب الدولي ضد استمرار جرائم الإبادة التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي تقترب من إكمال عامها الثاني.

استمرار هذه الجرائم أحدث تحولاً لافتاً في المواقف الدولية، وخاصة الغربية، تجاه إسرائيل بعد أكثر من ثمانية عقود من الانحياز التام لها ضد الفلسطينيين والعرب بشكل عام.

وتجسّد ذلك في الأحداث التي رافقت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أعلنت عشر دول، على رأسها فرنسا والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا، اعترافها رسمياً الاثنين الماضي بدولة فلسطين، في موقف أثار غضب إسرائيل وجنون نخبتها السياسية.

هذا الجنون تجسّد حرفياً بكشف جنود احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن نتنياهو أمر بنشر مكبرات صوت عند حدود قطاع غزة من أجل بث خطابه، الذي تعرّض لمقاطعة واسعة في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأقرّ نتنياهو لاحقاً، من على منبر الأمم المتحدة، أنه أمر فعلاً بنشر المكبرات حول قطاع غزة المدمَّر غالبيته بفعل الغارات الإسرائيلية، مبرّراً ذلك بأنه "من أجل إسماع صوته للأسرى الإسرائيليين".

هذا التصرف، الذي أثار سخرية واسعة، يُذكّر بالسلوك المشابه الذي تمارسه ميليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها باليمن، بإجبارها السكان هناك على الاستماع لخطابات زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي عبر بثها في وسائل الإعلام المحلية من قنوات وإذاعات، وصولاً إلى مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد في الأحياء.

وتلجأ الميليشيا الحوثية إلى ذلك لإدراكها حجم النفور الشعبي في مناطق سيطرتها من الخطابات المملة والطويلة التي يلقيها زعيمها أسبوعياً وفي المناسبات السياسية والطائفية للجماعة، والتي تتجاوز في بعض الأحيان ساعتين من الزمن.

وكحال إسرائيل، تسببت الهجمات التي شنّتها الميليشيا الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، ضمن دورها في المشروع الإيراني بالمنطقة، في انقلاب كبير بالموقف الدولي تجاه الملف اليمني.

واتسم هذا الموقف، وخاصة من الدول الغربية، في غالبيته بالتواطؤ مع الميليشيا الحوثية ضد جهود الشرعية والتحالف في القضاء عليها عسكرياً تحت شماعة الأزمة الإنسانية في اليمن، إلا أن ذلك تغيّر تماماً بعد التصعيد الحوثي في البحر الأحمر.

ليتغير الموقف الدولي تماماً تجاه الميليشيا الحوثية من التواطؤ لصالحها إلى السعي لإنهاء تهديداتها على الملاحة الدولية وتضييق الخناق عليها، ووقف عملية السلام في اليمن التي كانت تمثل نافذة أمل للجماعة لشرعنة انقلابها على الدولة.