الإخوان وإيران خارج أي دور سياسي في السودان: موقف أميركي واضح
العالم - منذ 58 دقيقة
الخرطوم، نيوزيمن:
في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية والأمنية في السودان، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية على أن أي حل للأزمة يجب أن يكون مدنيًا بالكامل ويستبعد جميع أطراف النزاع الحالية، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين، محذرة من أي محاولات لإعادة النظام السابق أو إشراك أطراف إقليمية مثل إيران في الملف السوداني.
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه السودان حالة من الفوضى الأمنية والاقتصادية، وسط مخاوف من تمدد النزاع وإطالة أمده إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
أكد كبير مستشاري البيت الأبيض للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، في تصريح خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، أن مستقبل السودان يجب أن يقرره السودانيون بأنفسهم، وأن الحل يجب أن يكون سودانيًا ويجمع كل الأطياف والأحزاب والهيئات المدنية، مضيفًا: "موضوع الإخوان في السودان خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة والرباعية، ونرفض أي دور لهم أو لأعضاء النظام السابق وإيران في السودان".
وأشار بولس إلى أن تدهور الوضع الأمني والعسكري والإنساني في السودان مؤسف للغاية، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلف فريقه بالعمل فورًا مع شركاء الرباعية وحلفاء آخرين مثل قطر وتركيا لإيجاد حل عاجل. ودعا بولس طرفي الصراع إلى قبول هدنة إنسانية فورية دون شروط مسبقة، مؤكداً أن أي تقدم سياسي لا يمكن تحقيقه إلا عبر حكم مدني يضمن مشاركة جميع الأطياف السودانية.
ويأتي هذا التحرك في وقت تعيش فيه الساحة السودانية مرحلة دقيقة بعد مبادرة ترامب لإنهاء الحرب وفتح الطريق نحو تسوية سياسية بقيادة مدنية. ورغم ترحيب قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالجهود الدولية، لا تزال المخاوف قائمة بشأن استعداد المؤسسة العسكرية للتخلي عن سيطرتها على السلطة، خاصة في ظل تاريخ طويل من التوتر بين الجيش والقوى المدنية منذ الإطاحة بعمر البشير.
وترى رشا عوض، رئيسة تحرير صحيفة التغيير السودانية، أن الحرب في السودان "هي حرب على التحول المدني، وعلى المدنيين وعلى الثورة التي أطاحت بالنظام الإسلامي"، موضحة أن الخطاب العسكري يعكس عداء متراكمًا تجاه القوى المدنية، ويرى أن أي حكم مدني حقيقي يهدد الامتيازات السياسية والاقتصادية التي راكمها الجيش والإسلاميون خلال عقود.
وأضافت عوض أن أي تقدم في حماية المدنيين لا يمكن أن يتحقق دون هدنة طويلة ووقف إطلاق نار مراقب، مشيرة إلى أن الجيش رفض حتى الآن مقترحات الرباعية الدولية بشأن وقف إطلاق النار وإدخال لجان التحقيق إلى المناطق التي شهدت انتهاكات واسعة، ما يزيد من معاناة المدنيين ويهدد النازحين خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء.
وأكدت أن الطريق نحو استقرار السودان يمر عبر بناء جيش موحد مهني ودمج جميع القوات تحت سلطة واحدة، دون سيطرة الإسلاميين، معتبرة أن أي حكم عسكري مستمر سيكرس الفوضى ويعطل أي إصلاح سياسي حقيقي. وختمت بالقول إن السودان بحاجة إلى مشروع مدني ديمقراطي شامل، يشمل جميع السودانيين، لضمان انتهاء الصراع وبناء مستقبل مستقر بعيدًا عن إرث النظام السابق وجماعات الإخوان.
>
