السياسية -
Saturday 30 January 2016 الساعة 05:15 pm
مشاركة
آ بقلم / المهندس سعيد العسالي
هذا الرجل الكهل هو احد "شباب "الثورة المباركة باعتبار الشباب فعل وحركة ونشاط
كان مع الناشطين السياسين وطلابا من جامعة صنعاء في ليالي يناير 2011م
كان معهم هناك في بدروم جوار جامع القبة الخضراء يتدارسون عمل الغد , والغد كان من وجهة نظرهم ثورة حان موعد اعلانها
يقول هو عن نفسه في احدى المقابلات
"أنا كنت مع من خرجوا في بدايات الاحتجاجات، وكثيرا ما أخرج معهم، لكن الذين تصدوا لهذا الأمر مجموعة أشخاص من أهمهم "توكل كرمان"، التي كانت المحرض الأول، وكانت الأكثر قدرة على الحشد وبخاصة في صفوف النساء، كان الجميع مهيئا، لهذا استجابت شرائح كبيرة من اليمنيين، في صفوف الطلاب وأصحاب القضايا، والفئات التي لها معاناة، لذلك انتقلت إلى مختلف المدن اليمنية.
كان شباب الأحزاب دون استثناء جزءا من هذه الاحتجاجات،"
عبد الباري طاهر ابن مدينة الحديدة يحمل في اعماقه بركانا من الغضب والثورة
.
منذو السبعينات وهو يحمل هم وطن عشقه حتى المعتقل وتغنى له حتى ذاق وبال غنائه في ظل نظام يتتبع مواطن الجمال ليخفيها واصوات العنادل ليطفئها وبراكين الرفض ليخمدها...
اعتقل خمس مرات وفي كل مرة يغادر سجنه رافعا رأسه الى السماء متزودا بالصبر في طريق لا يضله ولا يثق بغيره هو طريق الرفض لكل اشكال التسلط وطريق الانتصار للحقوق والحريات ومفهوم الدولة المدنية...
خاص المسيرات مع شباب الثورة من اول يوم متناسيا شيبته وجسده المنهك مستلا روحه الحية وحسب...
كان يعي تماما المطب الذي وقعت فيه الثورة بتقاسم السلطة مع من قامت عليه الثورة ويدرك تماما عجز طرف الثورة في حكومة الوفاق عن تقديم شيئ في اتجاه تحقيق اهداف الثورة...
صرخ مرارا وهو يحاول كشف ضبابية الرؤية التي لم تنطلي ولم تتشوش لديه لحظة
قال:
تواجه الثورة الشعبية عوائق وصعوبات جمة والنظام القديم لا يزال يجثم على الصدر وما زال حاضراً فاعلاًوحياً.. النظام بكل مفرداته يريد اعادة صياغة نفسه وتجديد أدواته.."
وهذا بالفعل ما تحقق للأسف في ال21 من سبتمبر 2014 باعادة انتاج النظام بشكل اكثر بشاعة واكثر عنف انتقاما من شعب فكر بالانعتاق في ثورة شاملة...
لم يكن يثق في جيش ولا امن بقد ما كان ينظر اليه كجزء كبير من المشكلة التي تعيق تطلعاتنا في دولة مدنية حديثة
...
اذ كان يدرك ان جيش الديكتاتور عائلي لا ينتمي لحماية الحقوق وسيادة الدولة وهو بالفعل ما اثبتته الايام ورأى عبدالباري ورأى اليمنيون هذا الجيش يقاتل اليمنيين في كل محافظة ومدينة انتصارا لمشاريع التخلف والتسلط والكهنوت
قال الاستاذ عبد الباري:
"لا شك أن اندحار جيش صالح وأمنه ومليشيات الحوثي انتصار للإرادة الشعبية في اليمن، وينبغي أن يكون درساً لتجار الحروب وعتاولة القوى الظلامية الخارجة من أغوار الماضي وكهوف"....
وهذا القول هو الأساس الذي يجب البناء عليه في اعداد جيش ينتمي للوطن والوطن فقط يرسخ الامن ويصون السيادة ويحمي المؤسسات والسلطة الشعبية عبر اطرها الدستورية
هو يشير الى خطورة نشؤ مراكز قوة تحت اي مسمى او تشكيل مليشيات تختطف المشروع في حين غفلة ولا ترتد الى الخلف بل تسير على طريق الموت الى نهايتها
كتب ذات يوم وقال "اليمن بحاجة للتخلص من شرعيات الإمامة والعسكر"
وهذا باختصار هو كل القصة وكل الثورة.....
لعبد الباري تاريخ عريق في النضال وهو بامتياز ابو الصحافة في هذا البلد ومثالها الابرز
ومقابل نجوميته نال انواع التهميش في ظل النظام الفاسد المتربص بالنجوم قبل ان يكرم في العام 2013 عالميا باختياره ضمن (100) شخصية عالمية دافعت عن حرية الصحافة .
عمل رئيسا لتحرير صحيفة الثورة ومديرا لمركز الدراسات والبحوث واخيرا كان رئيسا للهيئة العامة للكتاب لكنه قدم استقالته وهو يشهد امام عينية ان الكتاب يحتضر وتنتافسه منشورات السيد الاحمق في زمن القبح المليشاوي اعتذز ان يكون شاهد الزور على وجود هيئة عامة للكتاب......
السلام على تواضعه الجم وثوريته الطاغية التي لم تكبلها المناصب ولم يحد منها الحرمان والنكران
آ·آ آ آ آ آ من صفحة الكاتب بالفيسبوك