رحلة مثيرة إلى "مثلث برمودا" الفضائي

الحوار الوطني - Tuesday 13 February 2018 الساعة 03:09 pm
نيوز يمن - متابعات:

ثمة منطقةٌ بالفضاء تسودها مستوياتٌ عالية من الإشعاع، وتطير فيها السفن الفضائية على نحوٍ شاذ، كما تتوقف فيها أجهزة الكمبيوتر في تلك السفن الفضائية عن العمل.

يروي تيري فيرتس، وهو رائد فضاء سابقٌ في الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء في الولايات المتحدة (ناسا) أنه قرأ، حتى قبل أن يعمل في هذا المجال، قصصاً عن رواد فضاء رأوا ومضات بيضاء اللون من الإشعاع، خلال رحلاتهم الفضائية.

وكانت تجربته الشخصية مع هذا الأمر في الليلة الخامسة من أولى رحلاته للفضاء، والتي بدأها عام 2010 على متن مكوك الفضاء "إنديفور"، وقال عنها إنه كان قد دلف لفراشه لتوه وأغمض عينيْه قبل أن يلمع أمام ناظريْه وميضٌ هائل الحجم أبيض اللون يغشى الأعين، دون أن يسمع أي صوت.

والآن بات رجال الأعمال، الذين ينخرطون بأعدادٍ متزايدة في مجال رحلات الفضاء، مثل الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" إيلون ماسك الذي أطلق مؤخراً صاروخه "هيفي" من ولاية فلوريدا الأمريكية، بصدد اكتشاف أنه سيتعين عليهم التعامل مع مثل هذه الظواهر الغريبة في الفضاء.

ومن أغرب هذه الظواهر تلك التي شهدها فيرتس، والتي تحمل اسم "شذوذ منطقة جنوب المحيط الأطلسي"، والتي تجمع ما بين انبعاث وميضٍ هائلٍ من الضوء دون صدور أي صوت على الإطلاق. وهي الظاهرة التي يقول بعض العلماء إنها النسخة الفضائية من "مثلث برمودا".

لكن هذه الظاهرة لا تقتصر على رؤية المرء ذاك الوميض الغريب، بل تشمل كذلك تعطل أجهزة الكمبيوتر القريبة، وتعريض الأشخاص الموجودين بالقرب من المنطقة التي تسودها تلك الظاهرة لمستوياتٍ عاليةٍ من الإشعاع، وهو ما أكسبها اسم "مثلث برمودا الفضائي".

المركبة الفضائية التي يمكنها تحمل أصعب الظروف في الفضاء
مستعمرات الفضاء: هل يعلن المريخ استقلاله في المستقبل؟
التكاليف الباهظة للسفر إلى المريخ والإقامة على سطحه
وفي ضوء تزايد عدد الرحلات الفضائية المأهولة، واعتماد روادها بشكل أكبر على أجهزة الكمبيوتر، باتت المخاطر التي تشكلها هذه المنطقة أكثر حدة.

ولكي يفهم المرء طبيعة تلك المنطقة المعروفة اختصاراً باسم "إس آيه آيه"؛ ينبغي عليه أن يستوعب أولاً ماهية "حزاما فان آلِن الإشعاعييْن"، وهما عبارة عن نطاقين من الجسيمات المشحونة؛ يتخذان شكل كعكةٍ ويحيطان بالأرض ويبقيان في مكانيهما بفعل المجال المغناطيسي لكوكبنا.