اتساع دائرة الرفض القبلي للمليشيا.. صعوبة التحشيد وتساقط الأقنعة
السياسية - Sunday 29 July 2018 الساعة 10:15 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص.
لم تترك مليشيا الحوثي الكهنوتية وسيلة لاستقطاب أبناء القبائل والدفع بهم وقوداً لمعاركها، إلاّ واستخدمتها، فبين وسائل الترغيب تارةً والترهيب تارة أخرى، ومقايضة الراتب للعسكريين بالانخراط في الجبهات، ورفع قيمة المكافآت المالية لمشرفيها، يتزايد الرفض الشعبي يوماً بعد آخر لحروب المليشيا وأفكارها الدخيلة على المجتمع اليمني، وتتساقط تباعاً أقنعة زيفها على أكثر من صعيد..
وفي هذا السياق ذكرت مصادر قبلية بمحافظة صنعاء، فشل المليشيا في تنظيم وقفة احتجاجية لعدد محدود من موظفي المحافظة، وكان مقرراً مشاركة مشايخ قبليين ووجهاء وشخصيات اجتماعية في الوقفة الهادفة لتحشيد مقاتلين من أبناء المحافظة لجبهات القتال، وجمع تبرعات نقدية وعينية لذات الغرض.
مرتبات مشروطة للعسكريين
وخلال الأشهر القليلة الماضية، تشترط المليشيات على العسكريين حضور دوراتها الثقافية الطائفية مقابل الحصول على مرتباتهم، في ظل عزوف الأغلبية من منتسبي القوات المسلحة والأمن، وعودة بعضهم إلى منازلهم وممارسة مهن وأعمال أخرى بعد حضور دورات المليشيا.
(30) ألف ريال عن كل شخص
وفي ظل حالة العزوف المجتمعي عن أفكار المليشيا ومخططاتها الرامية للتسلط على رقاب المواطنين، اضطرت المليشيا لرفع مقدار المكافآت المقدمة لمشرفيها القادرين على إغواء أبناء القبائل واستقطابهم لمعاركها في أكثر من جبهة، ويقول شيخ قبلي بمحافظة صنعاء لـ(نيوز يمن)، إن المليشيات تحتسب مبلغ (30) ألف ريال لمشرفيها مقابل كل شخص يتم استقطابه إلى دوراتها الثقافية ومن ثم جبهات القتال وخاصة جبهات الساحل الغربي.
وكشف الشيخ القبلي- طلب التحفظ على هويته- عودة المئات من الشباب المقاتلين في صفوف الحوثي بجبهة الساحل الغربي، إلى مديرياتهم وقراهم، مشيرا إلى تلقيهم اتصالات من قيادات المليشيا تحثهم على العودة للجبهات على وجه السرعة، وقال "الشباب يتحججوا إما بالزواج، أو الانشغال بمرض أحد أقرباهم، أو أن لديهم قضايا خلافية في محاكم يحتاجون البقاء في صنعاء لمتابعتها".
إجراءات تعسفية بحق منتسبي الجيش
مصادر محلية متطابقة كشفت لـ(نيوز يمن) تلقي مئات العسكريين اتصالات مكثفة، تضمنت تهديدات ضمنية بأنه سوف يتم التحريض عليهم ما لم يلتحقوا بجبهات القتال لمواجهة قوى الغزو والاحتلال.
وكانت لجان ميدانية تشرف عليها مليشيات الحوثي أجرت عمليات مسح ميداني في مديريات محافظة صنعاء، جرى خلال المسح تدوين أسماء ورتب ووحدات أفراد من القوات المسلحة والأمن، بذريعة صرف مرتباتهم وحفظ حقوقهم.
ومؤخراً شرعت مليشيات الحوثي في تحرير تعهدات خطية على منتسبي القوات المسلحة والأمن، تتضمن شروطاً تعسفية مجحفة بحق العسكريين، وتبيح للمليشيا حق إسقاط أسماء العسكريين واستبدالهم بمجندين آخرين من عناصر المليشيا، في انتهاك سافر للحقوق وقوانين الوظيفة العامة، وحسب استمارة التعهد الخطي، فإنه يحق للمليشيا سلب أسلحة العسكريين وتجنيد بديل عنهم، في حال عدم حضورهم للدوام الوظيفي ورفضهم التحرك في مهمات تسند اليهم، وذلك في إشارة إلى دورات المليشيا الطائفية.
