سلطان عمان يطل على تعز من شرفة الشيخ المخلافي
السياسية - Friday 17 August 2018 الساعة 06:15 pm
دخلت سلطنة عمان على خط الصراع في تعز لتعزز دور الدوحة الساند لحزب الإصلاح، مستغلة انفراد فرع إصلاح تعز بوضعية تنظيمية يمكن اعتبارها مختلفة عن كل فروع أذرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والذي يتسم بالمركزية في التعاطي مع المتغيرات والمواقف.
ويظهر بناء إصلاح تعز بثلاثة اجنحة: أحدها المرتبط بقيادة الفرع الحالية والقيادات العتيقة في تعز. وثانيها جناح الدوحة الذي تتحرك من خلاله توكل كرمان وآخرون وهو جناح شباب الثورة غالبا. وثالث الأجنحة المكون الذي يقوده الشيخ حمود المخلافي ويضم خليطا من الشخصيات الاجتماعية ومكونات من الجناحين الأول والثاني.
وفي حين يظهر الجناح الأول مرتبطاً بتوجه القيادة العليا للحزب والموالية، ولو ظاهريا للشرعية والرئيس هادي وتجامل الرياض، فإن الجناح الثاني يدور في فلك الدوحة بدون أي قيود من الحزب والمعروف عنه صرامته التنظيمية وتأطير المواقف.
مؤخراً ظهر الشيخ حمود المخلافي من سلطنة عمان شاكياً خذلان السعودية والإمارات والشرعية لجرحى حرب تعز، وتحدث شاكراً سلطنة عمان على حفاوة استقبال 150 جريحاً تم تسفيرهم إلى الهند للعلاج ونقلتهم من المنفذ طائرة عسكرية عمانية وفرق طبية واستقبال فيه كثير من الحفاوة.
ِ
وتفيد المعلومات عن تفاهمات بين الشيخ المخلافي والجانب العماني حول ملفات مختلفة سيكون للسلطنة دور فيها لاحقا على جغرافيا تعز منها تكفل السلطنة بعلاج كل جرحى تعز المبتوري الأطراف كمرحلة أولى، وعلاج بقية الجرحى من العسكريين وصولا إلى المدنيين.
دور السلطنة في تعز وحضورها مع جناح الشيخ المخلافي الذي هو الجناح الثالث تعول عليه مسقط كثيرا في كون المخلافي قادرا على تجاوز بنية الحزب وتشكيل تحالف من قوى متعددة حزبية واجتماعية وشبابية وحتى دينية، وهذا ما وعد به المخلافي الجانب العماني، حسب المعلومات المتوافرة من مصادر خاصة.
ودوماً تبدأ مسقط الدخول من نافذة العمل الإنساني، وهو ذات الباب الذي دخلت منه وستدلف إلى واقع تعز المشحون بحمى الصراع والتباينات، حيث تعد السلطنة لإرسال شحنة مساعدات غذائية إلى تعز لاستهداف مدينة تعز بالكامل بما فيها مناطق الحوبان والخمسين المتبقية تحت سيطرة المليشيا، أي توزيع بدون قيود وبالتنسيق مع المليشيات والإصلاح، في ذات الوقت.. ويحمل هذا العمل نوعا من التطبيع بين الإصلاح والمليشيات.
وفي صلاة الجمعة، اليوم، بساحة الحرية التي أسسها شباب الثورة كمقر لإرسال مواقفهم، حضرت صور سلطان عمان وعلم السلطنة وعبارات الشكر والثناء بكثافة، وذلك من أجل التمهيد لدور عمان الجديد وتهشيم الصورة القاتمة التي رسمت عن عمان كونها داعما للمليشيات وحليفا إيرانيا هاما.
لم تقدم عمان حتى اللحظة ما يستحق كل هذا الكرم من قبل الشيخ حمود المخلافي والإصلاح في تعز، لكن الوضع يستدعي التمهيد وإعادة رسم صورة جديدة للسلطنة استعدادا لفتح الباب أمام شراكه أو تحالف أو حتى تبعية اخوانية جديدة لأحد مراكز الإقليم الطامحين إلى لعب دور والحصول على أوراق نفوذ جديدة خارج مناطق المليشيات الحوثية حليف عمان الأول والأهم.
تتجاوز السلطنة سياستها القديمة القائمة على الانكفاء والحذر في التعاطي مع ملفات المنطقة، والظهور بصورة الحياد، وتطل من شرفة تعز لاعبا جديدا قد يعقد المشهد كثيرا ويمنح الإصلاح سندا خارجيا جديدا، وهو ما يبحث عنه الإصلاح حاليا لتنويع مصادر إسناده إقليميا لمواجهة الإمارات.
سيعلن الشيخ المخلافي والجانب العماني عن مشاريع متعددة لاحقا خصوصا بعد أن تم كسر حاجز الحرج من التحالف وتمجيد سلطان عمان ودولته في ساحة الحرية التي انطلقت منها ثورة مزعومة كانت عمان أول من أخمد وبالقوة ثورة مشابهة في السلطنة إبان موجة الربيع العربي.
صحيح أن الإصلاح يظهر بأجنحة ثلاثة ورابعهم الجناج العسكري الذي يحكم الجميع، غير أن إخوان تعز لايزعجهم أبدا تبادل الأدوار وتقسيم المهام بعيدا عن سطوة المركز الذي يبدو أنه منح مأرب وتعز مساحة للتحرك كقطاعات منفصلة دون ضغط أو حتى تعليق على تحركاتهما.