المؤتمر في ذكرى التأسيس.. إطار عقلاني ومرونة تحت سقف اليمن

السياسية - Friday 24 August 2018 الساعة 10:20 pm
مهدي العمراني، نيوزيمن، تقرير:

إلى ما قبل العام 2011م فقط، كانت الأوساط السياسية اليمنية تعيب على حزب المؤتمر الشعبي العام افتقاره لأيديولوجية مشابهة لأيديولوجيات تيارات سياسية ذات صلة وارتباطات خارجية.. وحتى تلك الفترة كانت حكومات المؤتمر الشعبي العام عرضة لانتقادات مناصري المؤتمر وخصومه السياسيين على خلفية أداء حكومات المؤتمر وما شاب تلك المرحلة من فساد مالي وإداري مفترض في مؤسسات الدولة..!

اليوم، وبعد 7 سنوات فقط من تلك المرحلة، يبدو فساد حكومات المؤتمر ليس شيئا يذكر مقابل فساد حكومات ما بعد المؤتمر، ويبدو المؤتمر بأيديولوجيته المرتبطة بالواقع اليمني، ما يزال الحزب الأكبر تمثيلا لأحلام وطموحات وآمال الشعب اليمني، وما يزال عصا التوازن وصمام أمان الوطن، الذي تعصف به رياح التيارات السياسية المتطرفة اقتتالا على السلطة.

القربي: النموذج الوطني الأفضل

وفي الذكرى الـ36 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، في الـ24 من أغسطس 1982م، يرى أمين عام مساعد المؤتمر، أبو بكر القربي، أن الأحداث التي شهدها ويشهدها وطننا اليمني في الوقت الحالي، أثبتت أن المؤتمر كان وسيظل النموذج الوطني الأفضل والأقوى بميثاقه ومواقفه وقيمه.

ورداً على اتهامات خصوم المؤتمر بالفساد المالي والإداري، يتساءل القربي: "أما الأخطاء والفساد الذي يتهمنا به خصومنا، فأين هم من فساد اليوم ونهب المال العام وإراقة دماء الأبرياء؟". وأضاف القيادي المؤتمري القربي، "مهما قال خصوم المؤتمر، لنثق بأننا النموذج الوطني الأفضل والأقوى، وسنظل كذلك بميثاقنا ومواقفنا وقيمنا".

الكحلاني: فساد أكبر مؤتمري لا يقارن بفساد أصغر مسئول اليوم

وقريباً من القربي، يعتقد القيادي المؤتمري أحمد الكحلاني أن الأيام برهنت "أن المؤتمر أوجد دولة يحفها الأمن، وتنمية عجز من جاء بعده من أن يحافظ على الأقل على ما حققه المؤتمر على مر العقود الماضية من منجزات". وأضاف الكحلاني، على حائطه بموقع فيس بوك، "اتضح للجميع، محلياً ودولياً، أن فساد أكبر مؤتمري لا يمكن أن يصل أو يقارن بفساد أصغر مسؤول في حكومات وعهد ما بعد المؤتمر".

العواضي: إطار وطني عقلاني لا أيديولوجية مغلقة

وفي الذكرى الـ36 لتأسيس المؤتمر، يرى الأمين العام المساعد للقطاع التنظيمي، ياسر العواضي، بشأن أيديولوجية المؤتمر، أنه ليس للمؤتمر أيديولوجية مغلقة جامدة بل لديه إطار أخلاقي ووطني عقلاني جامع يتسع للمجتمع اليمني الكبير بكل مكوناته وخلفياته ومصالحه وخصوصياته ومعتقداته، موضحاً في هذا السياق "وإذا كان للمؤتمر من عقيدة سياسية تحدد خياراته ومواقفه، فإن عقيدته هي عقيدة الدولة اليمنية الوطنية في صيغتها التي كانت عليها منذ قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990."

مرونة تحت سقف الوطن

ومن أهم خصائص المؤتمر، يعدّد الأمين العام المساعد ياسر العواضي، أصالته ونبوغ تجربته، والمرونة تحت سقف الوطن، ومواكبة التغيرات، والتعامل المباشر مع الواقع لتغييره والنهوض به من داخله وانطلاقاً منه، وليس من خلال نظريات فوقية أو أفكار مستوردة من سياقات مقطوعة الصلة بالحقائق المحسوسة والتقاليد العريقة للشعب اليمني.

إيمان بالمُثل الوطنية العليا

ولفت إلى إيمان المؤتمر بكل المُثل الوطنية العليا والأهداف الكبرى المشتركة الموجودة في معظم تصورات وأطروحات وأحلام الوطنيين على مدى أكثر من نصف قرن: وحدة الكيان اليمني، النظام الجمهوري السبتمبري والأكتوبري، الاستقلال والسيادة، الحرية، التنمية والتحديث، الديمقراطية، العدالة، المواطنة.

ذياب معيلي: رهان مشروع الدولة اليمنية الحديثة

وإلى ذلك، يرى القيادي المؤتمري، ذياب معيلي، في تغريدة رصدها "نيوزيمن"، أن المؤتمر الشعبي العام لا يزال بعد 36 عاما من تأسيسه هو رهان المرحلة لمشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة، وهو عصا التوازن التي تمسك بها مختلف القوى الوطنية السياسية والاجتماعية، وهي رؤية تكاد تتطابق مع رؤية عضو الكتلة البرلمانية للمؤتمر، عبدالرحمن معزب، الذي يعتقد هو الآخر، في تغريدة مماثلة، أنّ المؤتمر ما يزال معبرا عن الهوية اليمنية وحامل همومها، مضيفا "المؤتمر الشعبي العام حزب التحولات الوطنية وصانع المنجزات".

حسن اللوزي: سيبقى المؤتمر قلعة مفتوحة أمام كافة أبناء الشعب

وإلى ذلك، يرى عضو اللجنة الدائمة، وعضو الهيئة الوزارية السابق، حسن اللوزي، أن المؤتمر الشعبي العام وُجد من تفاعل فكري وحوار سياسي واجتماعي لنخبة وطنية رائدة من كافة الفئات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعسكرية وكوكبة من العلماء الأجلاء"، مشيرا إلى أن بناءه التنظيمي الوطني المتطور، مثّل تلبية لحاجة سياسية مهمة وملحة ظلت تتطلع إليها الجماهير في مواجهة التحديات المحيطة بها "وبمسيرة الثورة اليمنية الخالدة والأمن والاستقرار على امتداد الوطن اليمني ورعاية مصلحتها العليا في مواجهة التدخلات الخارجية بكافة لبوساتها".

وأضاف اللوزي، في منشور رصده "نيوزيمن" على حائطه بموقع (فيس بوك)، بمناسبة ذكرى تأسيس المؤتمر، "تأكد بأن امتلاك المؤتمر الشعبي العام للنظرية الفكرية والسياسة النابعة من إرادة الشعب والمتمثلة في الميثاق الوطني.. يعتبر ركيزة جوهرية مهمة في تكوينه"، ولذلك يرى القيادي المؤتمري حسن اللوزي، أنّ المؤتمر سيبقى قلعة حقيقية مفتوحة أمام كافة أبناء الشعب الذين يريدون تحقيق ذواتهم ووجودهم السياسي من خلاله ما داموا يلتزمون ويشاركونه الرؤية التي جلاها الميثاق الوطني وأكدتها مسيرة المنجزات العظيمة التي انتقلت بالدولة اليمنية الحديثة من الشرعية الثورية إلى كمال الشرعية الدستورية التي هي حصانة كل الدول والمجتمعات.