محادثات جنيف.. بين نظرة متشائمة وآمال بإخراج البلاد من الوضع المأساوي

السياسية - Wednesday 05 September 2018 الساعة 02:59 pm
جلال محمد ، نيوزيمن، خاص:

وسط آمال ضعيفة وتفاوت آمال اليمنيين تجاه مفاوضات السلام المرتقبة، بتحقيق أي تقدم في العملية السياسية لإنهاء الحرب الطاحنة المستمرة منذ ما يقارب أربع سنوات، وما يمكن أن تتمخض عنها.. ورغم التفاؤل فثمة من يخشى من فشل جديد.

تأتي محادثات "جنيف" لاستكمال البحث في المحاور الأساسية التي سبق أن انتهت إليها الجولات السابقة قبل عامين في دولة الكويت، "نيوزيمن" رصد آراء وتوقعات مجموعة من الناشطين وجمعها في التقرير التالي.

يرى محمود الكمال، الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحرب كانت كارثية أنهكت اليمن واليمنيين بكل المقاييس، قائلاً "الجميع خسر هذه الحرب، خسرنا الكثير على كافة الأصعدة اقتصادياً وسياسياً وبشرياً، ولم تعد لدينا بنية تحتية، وأصبح اليمني يعيش حالة من الشتات وتمزق النسيج الوطني". ويتابع: وخلال هذه الفترة الماضية من الحرب عقدت العديد من جلسات الحوار والمحادثات العلنية والسرية، لم تفض لحلول، الكل يقامر ويريد إقصاء الآخر وفرض أجندته ويتناسى أن الوطن به عدة أطياف ولابد ان يتشاركوا في بناء اليمن وتخليصه مما هو فيه لا أن يتم فرض طيف واحد. أتمنى أن يكون الساسة قد فهموا الدرس وان يخرجوا بحلول في محادثاتهم القادمة".

نظرة تشاؤمية

أما علي شجاب "مغترب" فيرى أن محادثات جنيف لا جدوى منها، فالغاية هو التقاط الصور وإسقاط واجب لا غير، ويقول: "لن يحدث أي تقدم، والاجتماع عبارة عن جلوس على طاولة فقط مثلما يجلس مجموعة في مطعم لأكل وجبة غداء او عشاء لا غير، كل يريد إسقاط التهمة انه معرقل للسلام".

يتفق مع علي شجاب كثير ممن استطلعنا آراءهم، حيث يعبر خالد الجاكي أن المحادثات فاشلة من قبل أن تنطلق، لأنه لا توجد نيه جدية للسلام.

من جانبها تقول الأستاذة صفية الفقيه، أديبة وقاصة، إن المحادثات لن تخرج بشيء مفيد مختصرة ردها بقولها "إن هذه المفاوضات لن تختلف عن سابقاتها... ولو حدث اتفاق عليها فلن يدوم طويلاً... كما أن السلام المتوقع الخروج به من المباحثات المرتقبة في أحسن الأحوال قد يكون جزئياً، وسيشمل المناطق الحدودية اليمنية السعودية، وربما رقابة على ميناء الحديدة في حين سيستمر القتال في الجبهات الداخلية".

فرصة أخيرة.. الشعب لن يصبر أكثر!!

وبالرغم من هذه النظرة التشاؤمية فإن البعض متفائلون وينتظرون بفارغ الصبر موعد انطلاق هذه المفاوضات، لعلها تنقذ البلد والاقتصاد من الغرق أكثر في مستنقع العنف والاقتتال والفقر والتدهور... يرى بعض الملمين بالشأن اليمني أن جميع المتصارعين على السلطة في اليمن متعبون من الحرب ومستسلمون لفكرة السلام. بيد أن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل يعمل هؤلاء فعلاً لتحقيق السلام؟ وهل يعود اليمن إلى مربع الحوار؟ فاليمن، برأي هؤلاء، منهك ويحتاج إلى حل سياسي وصيغة جديدة لإنقاذه من الغرق أكثر في الفوضى.

يقول محمد عبدالقوي -علوم سياسية- الجميع منهك ويعاني ضغوطات شعبية من خلال التذمر الذي يبديه المواطنون جراء الارتفاع الحاد في أسعار السلع وعدم القدرة على صرف الرواتب والحفاظ على مستوى صرف العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وأضاف: "إن ما يجري اليوم في المحافظات الجنوبية من مظاهرات نظراً لتردي الأوضاع المعيشية والتدهور الاقتصادي سيحدث تماماً في المحافظات الشمالية وبشكل أقوى وأكثر دموية، فالفقر ينخر عظام اليمنيين خصوصاً في الشمال بسبب توقف صرف الرواتب، وهذا ما يجعل الساسة يدركون انهم أمام فرصة أخيرة من الشعب، إما التصالح والوصول إلى حلول أو يترقبوا الانفجار الذي لن يرحم أحداً "ثورة جياع" عارمة.

من جانبه يقول جميل البشيري -مدرس- إن الحل بيد اليمنيين إن صلحت وصدقت النوايا، مضيفاً "لن يكون هناك جديد سوى مناقشه الحالة الإنسانية وإدخال المساعدات للتخفيف من معاناة الشعب الشديدة، بالإضافة أتوقع أن يتم الاتفاق على الإفراج عن بعص الأسرى لدى الجانبين، لوعلينا أن نفهم أن الحل هو بيد اليمنيين أنفسهم متى ما صدقت نواياهم.

ويؤكد مراقبون أن المحادثات إن كان قد يتم الترتيب لها دون توافقات ووعود ايجابية مسبقة ودون إشراك كل المعنيين، فهي لن تشكل سوى دورة جديدة لاستمرار الصراع وإعادة ترتيب الأوراق أو خلطها. بمعنى استراحة محارب ما زال مصمماً على القتال باستماتة لآخر رصاصة!".

وتأتي المفاوضات بين أطراف النزاع اليمنية المزمع عقدها في جنيف بعد فشل المباحثات السابقة التي رعتها الأمم المتحدة جنيف 2015 والكويت 2016، دون التوصل إلى نتائج.

وبحسب إعلان مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن، فإن المفاوضات المرتقبة "ستركز على ثلاث نقاط أساسية، هي: انسحاب الحوثيين من الحديدة والعمل على تسهيل دخول المساعدات وإيجاد آلية لدفع الرواتب بالإضافة للإفراج عن الأسرى لدى الجانبين تمهيداً للوصول إلى حل سلمي شامل يشمل كافة جوانب الخلاف بما في ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية وتسليم السلاح.