علي محسن الأحمر ينقذ الإصلاح من مأزق تعز وخالد فاضل كبش فداء

السياسية - Saturday 08 September 2018 الساعة 10:02 pm
عماد طربوش، نيوزيمن، خاص:

انتهت آخر نقاشات قاده تعز العسكريين مع السلطة المحلية إلى تسوية تقضي بإخراج المعسكرات من المدينة إلى ضواحيها على خطوط المواجهات، وجاء الاتفاق بعد أن أعلن عادل فارع "أبو العباس"، إخراج نائبه عادل العزي إلى جبهة الكدحة، وتسليم مؤمن المخلافي قيادة الجبهة الشرقية، والتموضع في محاذاة خط التماس.

التسوية الأخيرة مثلت مخرجاً مناسباً للإصلاح وقادته في تعز، بعد أن كادوا يختنقون بلقمة كبيرة اسمها تعز، حاولوا ابتلاعها والتخلص من منافسيهم في محور الشرعية كتائب أبو العباس السلفية، حيث أدار محافظ تعز اللعبة بدهاء واستطاع استثمار توافقاته مع أبي العباس لمصلحة تعز المدينة.

وجاء إعلان أبي العباس مغادرة تعز مع مقاتليه في البداية ليربك الإصلاح الذي أدرك أنه سيغرق في صراع مع مجاميع وخلايا وعصابات استطاع أبو العباس احتواءها في مربعاته بالترغيب والترهيب، لأن الإصلاح قدم نفسه على أنه يمثل الدولة، بينما الكتائب مجرد مجاميع خارجة عن القانون يجب تأمين المدينة من شرها، وكانت بيانات المحور والالوية وحتى القطاعات داخل الالوية كلها تشيطن الكتائب وتحرض عليها.

كما أن تنمر الإصلاح في تعز على كتائب أبي العباس استفز القيادات السلفية في ألوية العمالقة ودفعها إلى إصدار بيان حمل موقفاً قوياً من تحركات الإصلاح، ليخرج بعد ذلك الإصلاح ببيان أنكر علاقته بالوحدات العسكرية في تعز، وأنه فقط حزب سياسي لايمتلك أي مجاميع أو عنلصر مسلحة.. وحمل البيان قلقاً كبيراً وتحسباً لاستثمار خروج كتائب أبي العباس ضد الإصلاح وقياداته في تعز.

ومن أجل إنقاذ موقف الإصلاح، كان لزاماً على نائب الرئيس هادي علي محسن الأحمر، أن يتدخل لبحث صيغة توافق جديدة مع المحافظ تخرج الإصلاح من الزاوية التي حشر بها حيث نصب نفسه ذراع الدولة القوي في مدينة ومحافظة لم تعد تكن كثيراً من الود للإصلاح.

وبدأت ثمار التسوية تظهر من خلال فتح طرقات وإزالة نقاط، وفي داخل وخارج تعز من شارع جمال حتى حدود تعز مع محافظة لحج في هيجة العبد، وتم ذلك بتسهيلات غير محدودة من قبل الإصلاح، وتوجيهات صارمة لقياداته من علي محسن الأحمر الذي استشعر خطورة المأزق الذي انقاد إليه الإصلاح وقائد محور تعز أحد رجالات علي محسن.

وفي ظل كل هذه التحركات تم إقصاء قائد محور تعز من المشاركة بفاعلية، حيث شكل حضور مستشاره الشهير بسالم الذي عينه هادي رئيساً للجنة الرئاسية، شكل حضور سالم تهميشاً واضحاً لقائد المحور، حيث أراد علي محسن أن يكون خالد فاضل كبش فداء لإنقاذ الإصلاح من مأزق تعز ليرسم انطباعاً عاماً أن الإصلاح شارك في حل الخلاف من خلال قائد جناحه العسكري سالم، بينما كان قائد المحور أحد أركان المشكلة.

توجيهات علي محسن كانت صارمة وواضحة لقيادات إصلاح تعز حسب المعلومات التي رشحت من مصادر إصلاحية، وهي الابتعاد قدر الإمكان عن نقاط الصدام مع كتائب أبي العباس وإفساح المجال للمؤسسات الأمنية للعمل، وذلك بحسب توافقات المحافظ ونائب الرئيس.

وأظهرت الإجراءات التي تتم لتطبيع الأوضاع داخل تعز سالم الإصلاحي وأقوى رجال الإصلاح في تعز كحمامة سلام بعد أن كان هو مهندس الحرب على الكتائب بقفاز المحور وألوية الجيش في تعز، غير أن علي محسن الأحمر حين اختار سالم رئيساً للجنة الرئاسية، واختار هادي ذراعه في تعز عدنان رزيق قائد اللواء الخامس حرس رئاسي كان هدف على محسن إخراج الإصلاح من نفق تعز المظلم الذي غامر بالولوج إلى منتصفه خصوصاً وأن ألوية العمالقة والوحدات الحليفة للإمارات كانت بدأت تطوق تعز من الغرب في الكدحة والشرق في حيفان والشريجة وكرش.

أبدى علي محسن الأحمر كثيرا من المرونة والود في تعاطيه مع محافظ تعز بغية احتواء الرجل بعد أن أنقذ حزبه أو لنقل ذراعه السياسي حزب الإصلاح، من ورطة محاولة ابتلاع تعز، واستثمر المحافظ هذه المرونة لصالح تعز متجاهلا فجور الإصلاح في مخاصمته ومساعي إفشاله مظهراً حرص رجل دولة حقيقي يعمل في ظروف عصيبة.

مهمة سالم الإصلاح أصبحت ثقيلة، ويبدو أنه سيغرق في تفاصيل المشهد الأمني كثيراً، حيث تحول، مثلاً، المسؤول عن تأمين سوق الجملة بتعز والذي أغلق بعد أن غادرته عناصر أبي العباس المكلفة بتأمينه، وكان على سالم أن يحضر اليوم إلى سوق الجملة، ويتعهد لتجار تعز بحمايتهم من غزوان وصفوان وبلطجتهما التي تجاوزت الحدود في تعز.

هكذا سيدرك سالم أن عليه وحزبه إفساح المجال للمؤسسات الأمنية أن تعمل دون وصاية أو تسلط من قبلهم ومشاركة الجميع مسؤولية خدمة تعز، وليس تملكها وإلا فإن ملف تعز الأمني والعسكري سيحول الإصلاح إلى صياد أشباح، وحينها لن تكفيه كل رصاصاته لإنجاز المهمة.